.
.
.
تهديد
.
.
.'رجعتُ إلى المنزل بعد أن ودعت آرثر، والذي ما أن فارقته تُقت للقياه...!
اخيرا صارحته واخيرا امكنني البقاء إلى جانبه دون ادعاء وتغابي، ولأكون أكثر صراحة شعرت بنفسي كيف تغيرت منذ أن قابلته، وكله كان تغيرا نحو الأفضل!، عدت إلى المنزل أعرج من التواء كاحلي لكن لم أشعر حقا بذلك الالم، فقلبي ينضح بالراحة والحب ولا مجال لتعكير مزاجي،
رأيت اختي ميلينا متمحنة في الحديقة، لوحدها تحتسي الشاي يدها بخدها كمن يحمل هموم الدنيا، مسكينة ميلي أعيتها كل السبل، فهاريس المغرمة به رجل عادي ليس بنبيل خارق كما يتمنى أبتي، لذا للأسف لا املك حلا فليس بيدي المصباح لأحول هاريس واصلصله كما يرضي والدي لترضى ميلين، ربما آرثر يكون مارد المصباح ويساعد في إقناع دادلي!، لكن في الوقت الحالي، كل ما يمكنني فعله الطبطبة عليها ومساندتها، حتى لا تتعمق في اليأس والحزن... لذا انتقلت من اتجاهي نحو بوابة القصر الى ميلينا في الحديقة وجلست مقابلة إياها احكي لها عن حدث يومي علّي اصل معها لنقطة نطلب فيها من آرثر العون
"مرحبا ميلي، لقد عدت توا واريد اخبارك أن آرثر سيأتي قريبا لطلب يدي"
نظرت إليّ ميلين بعيون متلألأة وسرعان ما ابتسمت ووقفت مستبشرة
"هنيئا لك كاثرينا!"
نطقت اسمي كاملا ثم عاودت الجلوس ممسكة بكلتا يداي مردفة
"كنت واثقة! لقد رأينا جميعا حبكما الصارخ يوم أداء أحصنة الكونت! هنيئا لكما! لكن أختاه متى تقربتما لهذه الدرجة؟"
سألتني بملامح متعجبة، فأقتربت منها اهمس بالخبر
"قبّل خدي يومها، وتقربنا كثيرا أيضاً وصدقيني لا يمكنني وصف دفء حضنه!"
احمرت وجنتا ميلي وخجلت لي، فشعرت بإنعدام حيائي فمن لا يخجل يُخجل لأجله، لذا ضحكت قليلا قائلة
"اعتقد انني أسرته على كل حال، الرجل ضعيف امامي!"
"علميني من حيلك كاثي!"
"هناك أسير عينيك هاريس ويلسون عزيزتي فكيف أعلمك وانت المعلمة؟"
تبدلت ملامحها بذكر هاريس فقد خرج حزنها الدفين على محياها الحلو، وسمعت تنهيدة ثقيلة قبل أن تجيب
"حبيبتي اختي، لقد منع ابي هاريس من المجيء مجددا لقصر آل دادلي، ولأكون أكثر دقة قام بطرده، أخبره ابي أنه احضره هنا طبيبا لأجلنا وما دام لا يرانا كمريضات له إنما خطيبات فليغرب ولا يظهر نفسه"
وضعت يدي على فاهي المفغور من هول ما سمعت! يبدو أن ابي يرفضه رفضا قاطعا، ما العمل؟ استعيش اختي في كنف رجل لا تحبه! كبقية النساء من حولنا!؟ انحظى انا واليزا بأحبائنا وهي لا؟ قدرها..قاسي هكذا؟
لم اعرف حتى إن كان مارد مصباحي بيده القدر الكافي من الحيلة ليحل الحكاية، فما كان بيدي غير أخذ يدها بيدي والتربيت عليها، لقد تعبت ميلينا من المعاناة، أنه عذاب أن تكوني الابنة البكر، وظننت المصيبة أن أكون الوسطى!
كان من الصعب بعد مدة من اخر ما قالته ميلي أن نخوض محادثة اخرى، كل ما فعلته التربيت عليها مقللة بهذا القدر من الجهد مصابها، وكنا هادئتين حتى جاء البستاني البرت بخبر غريب ليس من شأن بستاني في العادة
"آنستاي لقد جائت ليدي ميكبرايد من عائلة البارون جوزيف"
توقفت عن ما أفعله لسماعي اسم البارون جوزيف، مألوف جدا لكن لا اذكر اين سمعت أو قرأت عنه، ومن نظر البستاني آلبرت المطول نحوي وانا شاردة، نهضت ميلينا قائلة
"أخبرها أن تتفضل"
فأنحنى البستاني باحترام ومضى حتى ظهرت بعد مدة قليلة من مغادرته فتاة شابة تمشي بوقار كبير، سمراء اللون سمراء الشعر، شعرها مجعد طويل ناعم، أما عن ملامحها فقد كانت المعنى الحقيقي للمثالية، عيناها الزجاجية الصفراء النادرة واسعة شديدة البياض في بياضها، وانفها معتدل الجسر وشفتاها ممتلئة بنية وردية، ملامحها شديدة التناسق، وجسدها المنحوت ببراعة يلفت النظر من أول نظرة حتى يصعب عليك إزاحة عينيك! تفاجأت حقا واندهشت من هكذا جمال! ومشت هذه المثالية حتى انحنت لنا قائلة بصوت ملائكي
"تشرفت بلقائكما، انا سارة جوزيف"
سارة جوزيف؟ ليس الاسم مألوفا فقط وانما وجهها الجميل كذلك!، أشارت لها اختي بالجلوس معنا فجلست ناظرة نحوي بما ترجمته كنوع من الإعجاب وقد نطقت
"انا مألوفة لك صحيح؟"
تقرأ الأفكار؟ هل هي جنية؟ أراهن أنها لاحظت ملامحي المستغربة فضحكت مردفة
"نحن نعرف بعضنا ليدي كاثي!"
اومأت لها وكأن ما تقوله صحيح، فأنا لو عرفت يوما خارقة جمال مثلها يستحيل أن انسى!، ولاحظت لها تنظر لأختي بين الحين والآخر حتى قالت
"اعتذر ليدي ميلينا، ايمكنني الحديث مع ليدي كاثي على انفراد؟"
شعرت بالغيظ من أبعادها لأختي التي نهضت دون اعتراض مجيبة بهدوء
"اه إذا ارجو أن تحظي بوقت لطيف ليدي ميكبرايد"
غادرت اختي تاركة ايانا وحدنا وكرهت كيف أنها غادرت بإنكسار فلم يسعني إلا أن اكره هذه الجالسة امامي بغرور كأن البيت بيتها، والتي ما أن اصبحنا وحدنا حتى وضعت رجلا على رجل متكتفة تحدق بي، طال تحديقها فرفعت صوتي بضيق
"ليدي سارة! ماذا هناك؟"
اجابتني محررة يديها من تكتيفتهما
"أردت حقا مقابلتك وجها لوجه"
"و... لماذا؟"
شعرت برعشة تسري بجسدي، قشعريرة من غرابة الموقف عندما دنت مني قائلة واضعة يدها بخدي
" ناعمة وطرية!"
نهضت بفزع صارخة بها
"ماذا تريدين!"
وقفت هي بدورها مازحة وكأنها لم ترعبني للتو
"يا الهي ليدي كاثرين ما ردة الفعل هذه؟ اردت ان اعرف الفرق بيننا فقط"
جلست مجددا وأشارت لي لمعاودة الجلوس واردفت
"سمعت انك واللورد آرثر فاندربولت تجمعكما علاقة ما"
جلست بهدوء لسماع نبرتها الحزينة، إنها غريبة، لا افهمها...
وقد استرسلت في كلماتها
"أردت أن أعرف ما الفرق بيننا، فكلانا شابتان، وانا جميلة أيضا فما الفرق بيننا وقد يجعل آرثر يختارك انتِ؟!"
وقفت كلماتها بأذني وترددت هناك، ورغم ذلك لم استوعب!
"ماذا تعنين؟"
سألتها بهدوء.. وهنا اجابتني بعيون دامعة
"انا أحبه... أكثر منك، مستعدة للتخلي عن شعبي. لأجله فمالذي انت مستعدة لخسارته لأجله؟ مالذي جعله يختارك وهناك امرأة تموت على تراب ممشاه!"
عاودت القشعريرة في سيرها بجسدي عندما أكملت
"انا مألوفة لأننا تلاقينا صدفة سابقا، كنت يومها اركض خائفة في شوارع المدينة واصطدمت بك، وربما مألوفة لأنك تعرفين من تكون سارة اميرة البرابرة، حبيبة آرثر من طرف واحد"
تحبه؟! اتحب رجلي انا هذه المختلة!!، نهضت دون أن أشعر صارخة بها
"اخرجي من هنا!"
لكنها أكملت دون مبالاة بطردي لها
"اهدئي ارجوك عزيزتي، انا هنا فقط لإيجاد الاجابات"
"لا إجابة مني لك! وابتعدي عنه وعني، واخيرا اخرجي من هنا على الفور!"
نهضت بملامح اتمنى الموت ولا ارجو رؤيتها، واقتربت بتهديد و وعيد
" إن لم تتركيه لي، سآخذه معي للسماء"
واختفت من أمامي، لقد هددتني توا، أنها ستقتل آرثر، تلك المهووسة المجنونة! ولكننا اليوم ارتبطنا معا فكيف لها! ومن اين لها بالعلم!!
كان علي أن أدرك أن هناك خطأ ما، من هذا اللقاء....'
أنت تقرأ
Promises Of Love And War "وعود الحب والحرب"
De Todo"تقدمت بالزواج من والدك.. وعندما سألني عن أي بناته اقصد؟ ذكرت اسمك"كاثرين" بلا أدنى تردد..." .. في زمن الحرب والعنصرية، مقاتل جزر العديد من الأعداء أصابه المرض من شدة الندم على أفعاله في الحرب، لكنها كانت له دواء وسلاما امرأة معروفة بالغرور والنرجسي...