part 22: حُلو ومُر

12 2 6
                                    

.
.
.
حلو ومر
.
.
.



"عمي، انا هنا اليوم لطلب يد إحدى بناتك..."
نظر دادلي إليه بإعجاب بالغ في تلك اللحظة لكنه تحمحم قائلا وكأنه لا يدري
"أي واحدة من بناتي تقصد، بني آرثر؟"
"كاثرين، اريد الزواج بكاثرين يا عمي"
شعر دادلي رغم رغبته بالموافقة في الحال أن عليه أن يرفع من قدر العائلة وكاثرين اكثر، فتراجع مستريحا على كرسيه وخلف رجليه يمسح ذقنه قائلا
"لست واثقاً، إن كان بوسعي تزويجك كاثرينا يا بني!"
اتسعت عينا آرثر مصدوما واقترب يسأل بتوتر واستعجال
"ولماذا؟!"
"انت لم تحسن المحافظة عليها قبل الزواج، لست متأكدا إن كنت قادرا على حمايتها بعد الزواج! تعلم، البنات لآلئ قيمة، ولا يمكن التفريط فيها"
"ك..كيف لما احافظ عليها؟"
نهض دادلي بهدوء من كرسيه وتحرك نحو مائدة صغيرة تواجد بها الشراب، حيث سكب لنفسه وارتشف منه عدة مرات، واخيرا سكب البعض لآرثر وأعطاه الكوب قائلا
"تصرفاتك الهوجاء، جعلت الشائعات تدور حول ابنتي"
تمسك آرثر بالكوب بشدة يبرر لنفسه حتى لا يتم رفضه
"اعلم انني اخطأت، انا جد اسف عمي، لكن، صدقا، انا لم اتمنى ان تجري حولنا أي شائعات، كنت احاول التقرب منها فقط"
"نعم ولكن هذا قد يشوه سمعتها، الم يخطر ببالك؟ من العيب ان يتحدث الرجل عن حبه وحماقاته، وانت تجرأت و وضحت ذلك ليس لعائلتها فقط بل للأمة بأكملها"
شد آرثر قبضته على باقة التوليب وقد نهض قائلا بإنفعال
"عمي دادلي، كاثرينا غاليتي، وانا أدرك قيمتها جيدا لذا انا هنا اليوم اطلبها زوجة لي، اعذرني على ما مضى ولنفتح صفحة جديدة"
عاود آرثر الجلوس مردفا
"أخبرني إن لم اكن كافيا فسأبذل جهدي لأكون مناسبا، عمي انا لا أستطيع العيش دونها، وافق ارجوك!"
حدق دادلي به لبرهة حتى سمع طرقا على الباب وتبين أنها الڤيكونتيسة ميشيل ليفهم دادلي أن الفتيات رجعن للبيت فيقول اخيرا لآرثر الجالس على اعصابه مقابلا له
"سأوافق بشرط أن توافق هي..."
ثم نطق مخاطبا زوجته التي إمتثلت لندائه
"ميشيل ارجوك استدعي كاثرينا وابلغيها أن اللورد آرثر هنا لرغبة ملحة"
"حاضر"
قالت الزوجة ومضت تنفذ، وفي اقل من دقيقة كانت كاثرين بالغرفة حيث أشار لها والدها بالجلوس جواره، وجلست بهدوء تنظر للحضور وتشعر بغرابة الجو و توتره وكان آرثر قد خبأ باقته ورائه، فلم تحصل هكذا كاثرين على اي دليل حول ما يجري، لكنها كانت سعيدة لرؤية آرثر فأبتسمت له كما ابتسم لها، ونهض دادلي قائلا مقاطعا اتصال نظراتهما
"الان كونت فاندربولت، سأترك الغرفة"
نظرت كاثرين بإستغراب نحو والدها ونطقت اخيرا
"إلى اين؟"
"سأعود"
أجابها بإبهام وغموض وترك الغرفة، لتبقى وحيدة مع آرثر الجالس على كرسيه كأنما جالس بزنزانة، بدى وكأنه يحمل على عاتقه كلمات ثقال بثقل الجبال، فخطرت على بالها سارة، ايا ترى قابلته سارة تلك واعترفت له بمشاعرها؟ اهو هنا اليوم بملامحه التعيسة يسعى لإنفصالهما بمجرد أن ارتبطا؟ مستحيل، هو ليس حقيرا!
"انت على ما يرام؟"
سألته بهدوء تحاول استشعار الأمر من ردود فعله، فرفع رأسه وزفر قليلا مخرجا منديلا مسح به عرقه واعاده لجيبه بإبتسامة فاترة مجيبا بصوت خفيض
"بخير، كيف حالك؟"
"بأفضل حال لورد آرثر! سعيدة بزيارتك، كما و اشتقت لك"
زاره شبح ابتسامة لسماع نبرتها في الأخيرة، فأجاب بدوره
"وانا...مشتاق لك"
"اذا، هل تبدو حزينا هكذا من شدة الشوق؟"
"لست حزينا، انا فقط متوتر"
امالت رأسها في استغراب لتميل معها خصلاتها الناعمة تسأله
"وما سر هذا التوتر؟"

Promises Of Love And War "وعود الحب والحرب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن