الفصل الثالث ..

168 15 1
                                    


💠 ♧ ✨️ --- • --- ✨️ ♧ 💠

كان جالسا بالزنزانة بِهَيئته الفَخمة و المُهيبة أمامه تلك البشرية الراكعة على ركبتيها و الدموع تلطخ وجنتيها فسأل مجددا بنبرة قاسية:

-آخر مرة أسأل .. هل لذلك الصيدلي مساعدين؟
انخفضت للأسفل و أجابت ببكاء:

-أقسم أنني لا أعلم .. لم أذهب لصيدليته سوى مرتين مع السيدة الصغيرة .. جلالتك أنا مجرد عاملة أرجوك اعفو عني ..

اِنزعج من ردها الذي لم يُفِيده و استقام ليغادر لكنه تراجع حين أدرك شيئا فاستدار لها سأل:
-السيدة الصغيرة؟ زوجته؟

نفت برأسها سريعا و أجابت
-لا بل الآنسة أناستازيا إبنته ..

لم ترى ابتسامة الملك التي ارتسمت على شفتيه و انحنت أكثر لتتوسل:
-أرجوك مولاي أنا لم أفعل شيئا .. اغفر لي ..

-أطلق سراحها
أمر الحارس ثم خرج من الزنزانة أين وجد جايد ينتظره و أمره:
-التّالية ..

أشَّر له جايد ليسبقه بالممر المظلم و لا يعلم لما يشعر بذِئبه مرتبكا داخله منذ دخوله هذا المكان .. شعر بالتّوتر أكثر حين اضْطرب ذئبه أكثر و بصعوبة سيطر عليه و أغلق رابط التواصل بينهما ..

ارتخت ملامحه حين شم رائحة عطرة تشبه الفانيليا المختلطة باللافندر و ارتسم شبح ابتسامة على وجهه ..
الظلام بالمكان كان حالكا لكن قلبه نبض حين نظر لها متكورة بركن من الزنزانة قبل أن يصرخ ذئبه بعقله:
-رفيقتي.

تجمد مكانه ينظر لهيئتها بالظلام غير قادر على التقدم و حتى عن التنفس لأنه لم يتوقع أن يحصل على رفيقة .. و أن تكون انسانة أيضا ..

ثَلاثون ثانية استطاع بها السيطرة على ذئبه و سجنه داخل رأسه ثم دخل الزنزانة و راقبها كيف استقامت بخوف حين فتح الباب و التصقت بالحائط حين دخل ..

أشْعل الحارس الأضواء ليرى أجمل امرأة وقعت عينيه عليه .. امرأة بشعر أشقر حريري يسقط على كتفيها و عيون زرقاء كالزمرد تنظر له برعب .. رغم الخوف بعينيها فهي الوحيدة التي نظرت له بين البشر الذين قابلهم .. حتى والدها انتحر خوفا منه ..

لم تكن ذئبة لذلك لم تعلم أنه رفيقها المقدر لكنها شعرت بانجذاب قوي له و عينيه ثبتتها .. شعرت بعينيه تسحبها نحوه لكن نظراتهم انقطعت حين دفعها الحارس لتسقط على ركبتيها و أمرها:
-ممنوع النظر لملكك.

رمشت حين استوعبت أن ذلك الشخص هو الملك و نظر هو ليد الحارس الوضوعة على رقبتها من الخلف كي تثبتها أرضا بغضب .. أدخل يده بجيبه كي لا يظهر غضبه و انفعاله و أمره:
-للخارج .. أترُكونا لوحدنا ..

شَكر داخله وجود الكرسي كي يجلس و لا ينقض عليها و طرد الأفكار التي تراوده بشأنها .. و لم تكن أفكارا بريئة بتاتا .. ثم سأل:
-مالعلاقة التي تجمعك بذلك الصيدلي؟

The Alpha King's Mateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن