إيكانول »البعد الثامن«

13

بعدما ألقى عادل التحية على والدة مَلك ، اخبرته مَلك ان يجلس قليلاً
جلس عادل على الاريكة الموجودة في غرفة المعيشة مقابل السيدة العجوز ثم نظر من حوله متفحصاً اثاث المنزل

كان المنزل يشبه المنازل الريفية القديمة لكنه احدث قليلاً ، هناك الارائك والاثاث الذي يزين طاولات الغرفة منه المزركش ومنه العادي ، الستائر المتدلية على الارضية تتحرك كلما دخلت الرياح عبر نوافذ المنزل فتتراقص داخل الغرفة ، الفوانيس التي تعطي الوانً مختلفة ، كالبرتقالي والاصفر والازرق والارجواني ، الجدران التي لم تكن من طين او قش او خشب ، بل كانت من حجارة قوية مطلية بالوانٍ زاهية تَسرُ الناظرين لها ، الارضية الخشبية التي يوجد عليها بساط دائري مزركش بالورود ، والطاولة الخشبية التي امامه التي كانت مصنوعة باحترافية ودقة عالية لجودة مظهرها وزينتها

بينما كان عادل ينظر من حوله ويتفحص كل شيء في الغرفة ، شعر بيد العجوز على يده رغم انه بينها وبينه طاولة تفصلهما عن بعضهما البعض إلا انه شعر بها ، فنظر الى يده لكنه لم يجدها تقوم بلمسه بل كانت مكانها كما رأها قبل ان يجلس ، تقوم بصنع وشاح من الصوف دون النظر الى الالوان التي تقوم بدمجها معاً

شعر عادل بالقشعريرة داخل جسده

»كيف يمكن لها ان تلمسني دون ان تتحرك مقدار انملة حتى ؟«

كان يتسائل بينه وبين نفسه عن كيفيه احتمالية حدوث الامر ، حتى قاطعت تفكيره مَلك بقدومها اليه ، ثم قامت بتقديم كعكه الفراولة له مع كأس من العصير ، ثم قالت بتفاخر امامه :

- لعلمك لقد قمت بصنعها بنفسي -

ابتسم عادل ثم اخذ الشوكة وقام بغرزها داخل الكعكة ليتذوقها ، ما ان وضعها داخل فمه حتى شعر بلدعة الفراولة على لسانه ، فضحك ثم قال مبتسماً :

- الذ كعكة فراولة تذوقتها في حياتي -

ابتسمت مَلك لكلامه ثم جلست بجواره
نظر لها فقال بعدما ابتلع الكعك الى معدته :

- يبدو انك تريدين اخباري بشيء ما -

فقالت بأبتسامة عريضة :

- لا بل اريدك ان تخبرني عن عالمك -

ضحك عادل ، ثم استدار اليها ووضع ساعده مرتكياً على حافة الاريكة ثم قال :

-ان عالمي يشبه عالمكم بكثير من الامور ، الا ان سمائنا ليست كسمائكم، هنا تسطيعوا ان تروا النجوم والكواكب بوضوح دون ان تستعينوا بتيلسكوب ، اما نحن فلا نستطيع رؤية النجوم والكواكب هكذا ، بل هي بعيدة جداً عنا ، ما يعني انكم اقرب لها عكسنا.