3

20 2 0
                                    

ــــــــــــــــــــ
|﴿الحقيقة﴾|
ــــــــــــــــــــ

خرج عامر من المستشفى ، واتجه نحو سيارة آدم الذي كان ينتظره عند البوابة ، ممسكاً بيده سيكارة ويقوم بنفث هوائها بين الحين والآخر ، دون ان يلاحظ ان خلفه يقف عامر

-هل يعلم والدك انك تدخن؟-

فزع آدم ، فاسقط السيكارة ، والتف الى عامر

-لا ، بصراحة لا أدخن بكثرة ، انما بين الحين والآخر-

-لن اخبر والدك ، انت تعلم اضراره وتفعل ذلك بكامل قواك العقلية ، لذلك لن اتدخل-

قام عامر بالركوب داخل السيارة منتظراً آدم
صعد ادم الى داخلها ، ثم التفت نحو عامر

-اتعدني انك لن تخبره؟-

سأل ادم

-سأخبره ان امسكت بك مرة آخرى-

اجاب عامر ، ثم فتح نافذة السيارة ، وبدأ ينظر نحو الخارج
غارق داخل ذكرة من ذكرياته

(قبل ثلاثون عاماً)

كانت حديقة المنزل مليئة بالزهور والياسمين
تقف فيها والدة عامر ، تحصد الثمار عن شجر البرتقال
وتملئ الارض بالسماد الحيواني لتقوية التربة

-عامر ، اذهب واخبر والدك انني بحاجة خرطوم المياة من العلية-

قالت والدته بصوت عال ليسمعها ، اثناء لعبه بالكرة في باحة حديقتهم

-حسناً أمي-

دخل عامر الى داخل المنزل ، ثم اتجه نحو غرفة من الغرف،التي كانت تعتبر غرفة خاصة بوالده ، ممتلئة بالكتب والاوراق
طرق الباب ، ثم استأذن للدخول

-أبي ، امي بحاجة الى الخرطو..م-

كان والده قاسم يجلس على كرسيه حاملا بيده كتاب ما
وكانت الغرفة كلها مشعة
نظر عامر الى عينان والده التي كانت تشع بوميض بنفسجي وكتابه الذي كان يقلب صفحاته بنفسه

-أ..أبي-

التفت قاسم اليه ، فتوقف الوميض ثم عادت الغرفة الى حالها الطبيعي

-عامر،اقترب-

اقترب عامر وقلبه مليئ بالذعر والخوف

-لا تخف ، تعال القي نظرة على هذا الكتاب-

اقترب عامر اكثر نحو والده قاسم ، فقام قاسم برفعه ووضعه على فخذه

بدأ عامر ينظر الى الكتاب ويقلب اوراقه ، نظر الى والده
نظرة استغراب

-هذا الكتاب يا عامر ، هو كتاب مميز
ليس كأي كتاب عادي ، بل هذا الكتاب يحمل خفاية واسرار عالم بأكمله، ونحن من نمتلك هذا الكتاب نمتلك ذلك العالم بأسره-

إيكانول »البعد الثامن«حيث تعيش القصص. اكتشف الآن