كانت لحظة الانتقام قد حانت. وقفت في وسط الغرفة، مستعدة لأخذ بثأري. قلبت السكين بين أصابعي وكأنها أداة لإنهاء فصل مظلم من حياتي. نظر إليّ زوجي بنظرات مستغربة ومهينة، غير مدرك أن هذه اللحظة كانت لحظة الخلاص بالنسبة لي.
رفعت السكين وأطلقت الكلمات التي طالما حلمت بنطقها: "فلتذهب إلى الجحيم." كانت كلماتي مليئة بالثقة والإصرار، وكأنني أخبرت العالم بأسره عن نهاية حقبة من الألم والذل. في تلك اللحظة، لم يكن هناك مكان للخوف أو التردد.
طعنت السكين في جانب صدره، وكانت كل طعنة بمثابة انتقام لماضيي المؤلم. شعرت بفرح غريب يتسلل إلى قلبي، بينما كنت أراه يتألم ويتراجع. لم تكن الطعنة مميتة، لكنها تسببت في نزيف كبير وفتحت جرحاً عميقاً، وجعلته يترنح نحو الأرض.
في خضم الفوضى، أدركت أن الوقت ليس في صالحي. كان عليّ الهروب سريعاً قبل أن يكتشف أحدهم ما حدث. كل حركة كانت مدروسة بدقة، وكل خطوة كانت تخطط للهرب من هذا الكابوس. ارتديت الفستان الملطخ بالدماء، وكل خطوة كنت أقطعها في الممر الطويل للمنزل كانت ثقيلة كأن الأرض تحت قدمي قد تحولت إلى وحش يبتلعني. الفستان الذي ارتديته، وقد تلطخ بدماء زوجي، كان يعيق حركتي، ويسحبني إلى الوراء، ويزيد من شعوري بالخوف والتوتر. الدماء التي كانت تتساقط من ثنايا الفستان، تترك آثاراً على الأرض وتزيد من إحساسي بالذنب والضغط.
كانت الأنوار تتلألأ من النوافذ، وكأنها تعكس رعب الوضع الذي أهرب منه. قلبي كان ينبض بسرعة كأنها قنبلة موقوتة، وشعرت بالدم يتدفق في عروقي مع كل نبضة. صرخات زوجي وصوت الأبواب التي تُفتح خلفي كانا يتعاظمان، وكأن الفضاء المحيط يضيق ويعج بالأخطار. كل خطوة كانت تقربني أكثر من حافة الفوضى التي حاولت أن أهرب منها.
عبرت البوابة المظلمة، واختبأت في الزقاق، أشعر بضغط الجروح في جسدي. أخذت نفساً عميقاً، محاولةً التمسك بما تبقى لي من قوة، وأنا أركض نحو الأفق البعيد. في تلك اللحظات المظلمة، كنت أبحث عن أمل، وأفكر في بداية جديدة قد تكون في متناول يدي. كل خطوة كانت تدفعني بعيداً عن صرخات الماضي وألم الحاضر، نحو مستقبل غير مؤكد لكنه أفضل من جحيم الواقع الذي هربت منه.
_________
استيقظت على ضجيج وصوت صراخ زوجة والدي، التي لم تتوقف يوماً عن عتابي أو طلباتها التي لا تنتهي. بعد غسل وجهي، ارتديت أكثر الملابس راحة استعداداً ليوم جديد متعب.عندما جمعت جميع الأشياء التي أحتاجها في حقيبة اليد الصغيرة، نزلت إلى الأسفل، متأكدة من قفل باب غرفتي جيداً. ولكن ما إن وصلت إلى الأسفل حتى رأيتها، زوجة والدي، واقفة بجانب المدخل، وجهها مشدود بتعبير لا يمكن تفسيره.
"جينا،" ناديت بصوت غير متوقع، عينيها تتلألأ بشيء غير مألوف.
"اليوم لدينا جدول مزدحم. سنبدأ بزيارة صالون التجميل لتجديد مظهرك، ثم نذهب لشراء بعض الملابس الأنيقة. من الضروري أن تكوني بأفضل حالتك."