part_16_

11 4 10
                                    


وصلنا إلى إسبانيا بعد رحلة طويلة ومرهقة. كنت بالكاد أستطيع إبقاء عيني مفتوحتين عندما دخلنا الغرفة. ألقيت بنفسي على السرير دون تفكير، أحتاج بشدة إلى الراحة. جونغكوك، كعادته، بدأ بإدخال حقائبنا وترتيبها. همست له بصوت مُرهق،
"اتركهم هناك وتعال إلى جانبي."

شعرت بابتسامته، رغم أنه كان منهكًا مثلنا جميعًا. سمعته يهمهم وهو يلقي الحقائب في الزاوية، ثم تقدم نحوي وخلع قميصه. احتضنني بلطف واستلقى بجانبي. غرقنا في النوم بسرعة، وكأننا لم نعرف معنى الراحة من قبل.

استيقظت فجأة في منتصف الليل. نظرت إلى الساعة، كانت الثانية عشرة. شعرت بالعطش فذهبت إلى الحمام، ولكن فور عودتي أدركت شيئًا آخر. أيقظت جونغكوك بلطف وهمست له: "جونغكوك، أنا أشتهي الباستا."

فتح عينيه ببطء شديد، وبدت عليه الحيرة. "الآن؟ في منتصف الليل؟ يمكنك أكلها غدًا..."

لكنني شعرت بخيبة أمل، كما لو أن غدي بعيد جدًا.
"أنت لا تحبني، أليس كذلك؟"
بدأت أظهر التذمر، رغم أنني كنت أعلم أنني أتصرف بطفولية.

تنهد جونغكوك وهو يجلس، ثم قال بتعب واضح:
"حسنًا، سأذهب لأحضر لك الباستا."
بدأ يرتدي قميصه ببطء، ولكن عندما نهض كنت قد قررت بالفعل أنني لن أتركه يذهب بمفرده.

بدأت أرتدي سروالي بسرعة. نظر إليَّ باستغراب وسأل:
"ما الذي تفعلينه؟"

بينما كنت أربط شعري على شكل كعكة، أجبته ببرود:
"سأذهب معك، لا أريد البقاء وحدي هنا."

رأيت ابتسامة خفيفة ترتسم على وجهه، رغم التعب.
"حسنًا، لكن إذا اشتكيتِ من البرد، لا تلوميني."

ضحكت بهدوء ونحن نغادر الغرفة معًا. كان الليل هادئًا في إسبانيا، والجو بارد بعض الشيء، لكنني شعرت بالسعادة لأنني لن أكون وحدي، وأن جونغكوك مستعد لفعل أي شيء من أجلي، حتى لو كان طبق باستا في منتصف الليل.

عندما خرجنا من الفندق، أخذت نفسًا عميقًا، ففوجئت بأن الطقس في الخارج لم يكن باردًا كما كنت أتوقع. قلت لجونغكوك بابتسامة: "الطقس في الخارج ليس باردًا جدًا."

رد وهو يضع يديه في جيوبه:
"أجل، يبدو أنه لطيف هذه الليلة."

سرنا معًا في الشوارع الهادئة، مصابيح الشوارع تلقي أضواء دافئة على الطريق، والمباني القديمة تعكس جمال إسبانيا في الليل. كان الجو هادئًا، ولم يكن هناك الكثير من الناس في الخارج، مما جعل الشوارع تبدو وكأنها تخصنا وحدنا.

In His Clutches/حيث تعيش القصص. اكتشف الآن