***
انقضت أربعة أيام من العطلة، وكل يوم منها كان أشبه بهدية ثمينة. تحسّن مزاجي شيئًا فشيئًا، حتى شعرت أن أعراض الحمل قد بدأت تتلاشى، خاصة تلك الآلام المزعجة التي كانت تثقل عليّ من قبل. في هذه الأيام، زرت العديد من الأماكن الجميلة في إسبانيا، كقصر الحمراء الرائع في غرناطة، وكنيسة ساغرادا فاميليا الأسطورية في برشلونة، واستمتعت بجمال حدائق ريتيرو في مدريد، وسرت عبر أزقة القصبة القديمة في مالقة.
لكن اليوم الخامس قد حلّ، وهو يسبق اليوم الأخير من عطلتنا، مما يعني أننا سنعود غدًا إلى العمل. استيقظت هذا الصباح على وقع أشعة الشمس التي اخترقت الغرفة بنورها المزعج، فتقلبتُ في السرير على أمل أن أجد جونغكوك بقربي، لكن المكان كان خاليًا. ناديته بصوت شبه عالٍ:
"سمائي، أين أنت؟ هل أنت في الحمام؟"
غير أنني لم أتلقَّ أي رد.
مددت يدي إلى الهاتف واتصلت به، لكنه كان مغلقًا. شعرت بقلقٍ طفيف، فنهضت من السرير وطلبت الفطور إلى الغرفة. في أثناء انتظاره، غسلت وجهي ببطء، وارتديت ملابس أخرى. وما إن وصل الفطور حتى فتحت الباب، وتناولته من النادل بابتسامة عابرة.
لكن سرعان ما دبّ الملل في نفسي، فقررت تشغيل التلفاز بحثًا عن شيء يُشغلني، غير أن جميع القنوات كانت ناطقة بالإسبانية. زفرت بتنهيدة طويلة وقلت بملل،
"يا إلهي، أشعر كأنني طفلة في السابعة."
بينما كنت أحاول إلهاء نفسي بتقليب القنوات، سمعت صوت الباب يُفتح. رفعت نظري لأرى جونغكوك يدخل، وهو يحمل أكياسًا كثيرة بين يديه، تبدو فاخرة وباهظة الثمن. رمقته بنظرة استياء طفيفة؛ إذ كنت منزعجة من تركه لي بمفردي دون أن يخبرني، لكن قبل أن أتمكن حتى من البدء بمعاتبته، اقترب مني وعانقني بقوة، ثم قبَّل رأسي بلطف.
شعرتُ بانزعاجي يتلاشى تدريجيًا، إذ كانت طريقته في الاعتذار من دون كلمات دائمًا تضعفني. همست بعتابٍ خفيف،
"كنت سأقلق أكثر لو طال غيابك... أين كنت؟"
ابتسم، ثم أشار إلى الأكياس قائلاً:
"كنت أجهز لك مفاجأة، أريد أن تكون الأيام الأخيرة من العطلة مميزة."
جلستُ بالقرب منه وهو يُخرج علبًا صغيرة وملونة من الأكياس، إحداها كانت تحتوي على عقدٍ مذهل، مزينٍ بحجر أزرق فاتح يُشبه لون السماء. مدّ يده ليضعه حول عنقي، وهمس: "كنتِ تستحقين شيئًا يعكس نورك."
شعرتُ بخجل خفيف، لكني بادلته ابتسامة وقلت:
"أعلم أنك جيد في التملّق، لكنك لن تُفلح كل مرة."
