part_02_

31 5 3
                                    

كنت مختبئة في أحد الزقاقات الراقية، أستشعر الأمنيات تتلاعب بمشاعري، بينما يتراقص ضوء الشارع من خلف جدران الزقاق. شعرت بشيء يلمس كتفي العاري، قشعريرة من التوتر تسري في جسدي.

بلا تردد، قفزت بسرعة، محركة كتفي وذراعي بشكل احترافي. قبضت على يديه بقوة، ثم دفعت جسده بقوة إلى الأرض، مقيدة إياه بحركة قتالية متقنة. كنت أحتفظ بالسكين في يدي الأخرى، مستعدة لأي هجوم محتمل.

أحسست بحافة السكين على حنجرته، كان يلهث من مفاجأة الضغط. نظرت إليه بتركيز، قائلة بلهجة حازمة:

"من أنت؟"

ضحك ساخراً، حيث لم تُخفِ عينيه نظرات الاستهزاء. قال، وهو يشير إلى سيارات الشرطة التي تقترب من الزقاق،

"لا أظن أن لديك الوقت للأسئلة الآن."

صوت المحركات يقترب بسرعة، وتدفق الدماء من الذكريات السابقة يعيد لي الإحساس بالخطر. حاولت التركيز، أعلم أن هذه اللحظة قد تكون حاسمة في تحديد مصيري.

شعرت ببرودة الهواء تداعب وجهي بينما كان هو يساعدني على النهوض من الأرض. أمسك بي برفق، وأخذني إلى سيارته السوداء التي كانت تقف في نهاية الزقاق. كانت عيناه تتفحصان الأفق بحذر، بينما كان أزيز سيارات الشرطة يقترب.

دخلت السيارة، وجلس بجانبي، قائلاً بصوت منخفض:

"أنا تاجر مخدرات، وهذا يعني أن مساعدتي لك ليست مجانية."

نظرت إليه بقلق، أبحث عن أي علامة على الخداع أو المكر. كانت عيناه تلمعان بنظرة غريبة، تتنقل بين وجهي ويداي الملطختين بالدماء، وكأنه يقرأ قصتي كاملة من تلك البقع القانية. شعرت بخفقات قلبي تتسارع، وأنا أحاول أن أحتفظ برباطة جأشي.

قال بهدوء، مع إشارة خفيفة بيده نحو يدي:

"يمكنني الإبلاغ عنك، حينها سأحصل على مكافأة تسليمك. يمكنك الاختيار، إما أن تكوني شريكتي أو قاتلة بنظر الجميع."

كانت عيناي مرتكزتان على الطريق، لكنني سرعان ما أعدتهما إلى خاصته.

"لا يهمني ما سيحصل حقاً، أفضل أن أكون قاتلة على هاربة تخفي نفسها كجرذ فار."
امتلأت عيناه بعلامات الرضا، كما لو أنه كان ينتظر إجابتي تلك، فأكمل حديثي بنبرة هائمة:

"لا يزال علي القيام بشيء ما. فور انتهائي منه، سأسلم نفسي."

نظر إليّ بتلك النظرة العميقة التي لم أستطع تفسيرها، وقال بابتسامة خفيفة:

In His Clutches/حيث تعيش القصص. اكتشف الآن