بدأ جونغكوك بفقدان وعيه تدريجياً، شعوره بالحرارة يتسلل إلى جسده ويديه المتشبثتين بالسلاح، كأنها آخر طوق نجاة في بحر من الألم والخطر. تتلاشى الأصوات من حوله، وصدى كلمات التحذير لا يزال يرن في أذنيه كصوت بعيد. "سيدي، إنه فخ... يجب أن نعود."
بينما يتجمد جسده، أتاه أحد رجال الشرطة الخاص به مسرعاً، يداه مرتعشتان وهو يحاول رفع جونغكوك، "تمالك نفسك! سنخرجك من هنا."
كان المكان يغرق في الظلام، رائحة الدخان والبارود تختلط برائحة الدماء، أجساد ملقاة هنا وهناك، كأنها مسرح فوضى لا نهاية له. كل ما في ذهن جونغكوك هو جينا، صورتها تلمع في ذاكرته، كأنها الضوء الوحيد في هذا النفق المظلم.
أمسك الشرطي بذراع جونغكوك وحاول رفعه على قدميه، لكن الألم كان أشد من أن يحتمله. شعور بالخدر يسري في جسده، رؤيته بدأت تبهت، لكنه كان يضغط على أسنانه محاولًا المقاومة. "لا تترك السلاح!" صاح الشرطي، محاولًا الحفاظ على تماسكه، ورفع جونغكوك بصعوبة.
بدأ جونغكوك يفقد إحساسه بالألم تدريجياً، لكن صورة جينا تزداد وضوحًا، وهي تبتسم له كما اعتاد. كان هذا كل ما يشغله، أن يبقى على قيد الحياة ليعود إليها، ليراها مرة أخرى. لكنه يشعر بجسده يخذله، والظلام يبتلعه ببطء. كل ما يستطيع فعله الآن هو أن يثق برفاقه، ويأمل أن يحملوه إلى بر الأمان.
الشرطي ينادي، صوته يختلط بأصوات إطلاق النار البعيدة، "سنخرج من هنا، فقط تمسك! لا تستسلم بعد!"، وبينما كان يحاول سحب جونغكوك بعيدًا عن ساحة المعركة، كانت الظلال تزداد ثقلاً، وجونغكوك يغوص أكثر في غياهب اللاوعي، ممسكاً بالصورة الأخيرة لجينا، الأمل الذي تعلق به حتى النهاية.
_____________
وقفت على الشرفة، نظري مشدود إلى بوابة القصر الكبيرة. لم أكن قادرة على التوقف عن التفكير فيه. أخذت هاتفي بيد مرتعشة، ضغطت على الرقم المحفوظ تحت اسم "خاصتي". حاولت أن أبقي نفسي هادئة، لكن قلبي كان يخفق بسرعة وكأنني على وشك تلقي خبر قد يغير كل شيء.سمعت ضوضاء غريبة على الطرف الآخر، كأن المكان يعج بالناس. ثم وصلني صوت رجولي، لكنه لم يكن صوت جونغكوك. شعرت بشيء من القلق يتسرب إليّ. سألت بصوت مشوب بالاضطراب: "أين جونغكوك؟ أريد الاطمئنان عليه."
تعلقت أنفاسي في صدري، انتظرت جوابًا بقلق، لكن الصمت كان ثقيلًا. بعد ثوانٍ قليلة، اخترق مسمعي صوت الخبر الذي لم أكن أتحمله.
"سيدتي، السيد جونغكوك مصاب وحالته حرجة. من تكونين؟"
في تلك اللحظة، شعرت أن كل شيء انهار من حولي. تمسكت بسور الشرفة بقوة، وكأنني أحاول ألا أسقط. امتلأت عينيّ بالدموع حتى غبشت رؤيتي. كان الألم يمزقني من الداخل. بصوت مرتجف بالكاد خرج مني، قلت: "أنا... أنا حبيبته... أين هو الآن؟ بأي مستشفى؟ أرجوك، أخبرني... هو يحتاجني."
