البَـوَابَـة الثَـالِثَـة عَشـر || اذرفُ الدموع ذهبًا لأجلك.

24 5 4
                                    

«مولاتي..» بعد أيامٍ من انتهاء الحرب ونصر مملكتنا، قامت الملكة بإستدعائِنا، أنا، المدرب روكِين، وبقية الجنود اللذين قاتلوا للرمق الأخير، وعوائل الجنود اللذين ماتوا في الحرب.

«أحبُ تقديم شُكري الحار إليكم، إلى كل من ضحىٰ، إلى كل من ساهم في نصر مملكتنا على العدو» قالت هي، ليومئ الجميع منهم انا، اخجل النظر في وجهها حتىٰ، خالفت أوامرها وأخشى أن هذا سيء.

كانت تريد مصلحتي فقط، لكن مع ذلك- أليس المهم أن الشعب بخير؟.

«ايها السادة العوائل اللذين خسروا أولادهم، اعرف أن تعويضي قد لا يرجع اولادكُم، لكن على الأقل تُعيلكم على معيشتكم، لن ننساكم من الرعاية إطلاقًا» قالت، ثم أمرت بيدها بتقديم الأموال الموجودة في هذا الصندوق إليهم.

«ضعوا لهم المال الكافِ، لا تبخلوا عليهم ولو بدرهمٍ واحد» قالت والحراس يخرجون الأموال في أكياس بينما العوائل تقدمت منهم أمٌ مسنة على عكازها تحاول التقرب من الملكة، لتبتسم هي ثم نهضت من عرشها وانحنت لمستوى العجوز، لتلمس العجوز وجهها.

«ليبارك الرب بكِ، لستِ من تلك السلالة لكنكِ أفضل» قطبت حاجبي، ثم نبست. «ماذا تقصدين سيدتي؟» التفتت نحوي ترمش، لتقطب حاجبيها. «انتِ كيدينس ماياموراي؟ ابنة تلك الهاربة؟ حقًا وانا التي ظننت انها هربت معكِ، هه»

«لا تتحدثي بالسوء عن أمي لو سمحتِ، لو انها هربت لما يكون لها تمثالٌ خاص هنا؟»

«الملكة أمرت ببنائه، ليس لأننا اردنا» قال أحد الفتيان ينظر لي بإنزعاج يقترب. «لاتتحدثي هكذا مع جدتي»

«ولا تتحدثوا انتم عن امي فلا تنسوا أنها من السلالة، لا تنسى من التي تقف امامك ايها الولد الوقح» قلت بحدة وإنزعاج،لأقول مرة أخرى. «خذوا أموالكم وأخرجوا من القصر فورًا» قلت كلامي بهدوء ثم نظرت للملكة بإنزعاج، لتطرق الأرض بصولجانها. «كفىٰ حديثًا، رجاءًا»

أمي...لم تهربي بدون سبب...أنا واثقة، أنا متأكدة!!!!!

غادر الجميع من الأهالي مسرورين من الملكة، لأبقى أنا والمدرب روكِين، لتقول كيك. «لا تبتئسي، من المستحيل أن تبني ماما تمثالًا لها دون سبب، لابد أن هناك سوء فهم»

«اعرف، ماما لن تهرب، لا احد يترك شعبه أو مملكته هكذا» قلت ولكن في قلبي غصة قوية، لدرجة اني اريد رؤية أمي الآن، أيًا كان الذي سيحدث، اينما سأجدها، اريد التحدث إليها.

سأضل ادافع عنها حتى آخر رمقٍ في حياتي.

«كيدينس» نبست الملكة، لأرفع رأسي ثم نظرت إليها، كانت تبتسم، لأنحني لها. «اسفة، خالفت اوامركِ قبل أيام، لكن الأمر كان اضطراريًا، ومع الأسف لم يغزر ذلك في أعينهم» قلت لها بكل هدوء، ثم رفعت رأسي مجددًا نحوها.

كاثُود | cathodeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن