Stray kids one shots

Felix part6

لكن جولين شعرت بالتوتر في الجو. نظرت إلى صديقتها ثم إلى أختها، وقالت بهدوء
-لا داعي للقلق. سأكون بخير-
ودّعت تيا لتخرج مع صديقتها و تركب السيارة
بقيت تيا تراقبها و تشعر بالسوء عندها رأتها تغطي وجهها بأحد الكتب بسبب تصويرهم لها
بعد مغادرتهم
اقتربت تيا من الباب وأغلقته بهدوء، ثم استندت بظهرها عليه، تشعر بوزن ثقيل على صدرها
أخذت نفسًا عميقًا محاولة تهدئة دقات قلبها المتسارعة
لكن عقلها لم يتوقف عن التفكير
هي وجدت سعادتها و راحتها مع فيلكس
لكن هل كانت أنانية بهذا؟
هل تسببت في إيذاء جولين؟
كانت تعلم أن علاقتها بفيلكس لم تكن عادية، وأن وجوده في حياتها قد غيّر الكثير من الأمور. لكنها لم تتخيل أن هذا التغيير سيكون للاسوء بالنسبة لجولين
جلست على الاريكة ، تنظر إلى الأرض بعينين تائهتين
لا تعلم ما عليها ان تفعل
هي تحب فيلكس بل وجدت نفسها معه
لكنها تعلم ان هذا الحب لا يجب أن يأتي على حساب سعادة جولين
بدأت تسأل نفسها، هل يمكن أن تكون علاقتها بفيلكس سببًا في تدمير علاقتها بشقيقتها؟
أغمضت عينيها بإحكام، محاولة أن تجد الإجابة
كانت تعرف أنه يجب أن تتخذ قرارًا بخصوص هذا
لكن أي قرار ستتخذ؟ وكيف يمكنها أن ترضي قلبها دون أن تؤذي جولين؟
بقيت تيا في هذا الصراع الداخلي، غير متأكدة ممّ عليها ان تفعل
فبالرغم من ان علاقتها بفيلكس من افضل ما يكون
إلا ان هناك الكثير من الأضرار التي خلفتها هذه العلاقه
فمنذ بداية مواعدتهم و التعليقات السلبيه لا تتوقف في حساب فيلكس حتى انه اغلقها
الشركة قللت الكثير من الاجزاء في الاغاني
اما هي
فالشركة التي كانت تعمل بها حولوها للعمل عن بعد بسبب ازعاج المصورين المستمر
و الان جولين و الاذى الذي تتعرض له
غطّت وجهها لتبدأ بالبكاء
هل وجودها مع حبّ حياتها عاد عليها بكل هذا الضرر؟
ليس فقط هي بل هذه العلاقه ضرّ كل من حولها
تعلم ان الحب لا يقدر بثمن و لكنها تعلم ايضا انها لا يجب ان تكون انانية
و لإيقاف كل هذا لم يكن أمامها سوا حلّ وحيد لا غير
بمجرد ان فكرت به .. لم تستطع كبح الدموع التي بدأت تنهمر بغزارة
كانت تعرف بداخلها أن الحل الوحيد لإنهاء كل هذا الألم هو الابتعاد عن فيلكس
لكن مجرد التفكير في ذلك كان يمزق قلبها
كيف يمكنها أن تترك الشخص الذي جعلها تشعر بهذا الكم من الحب والسعادة؟ كيف ستتخلى عن الشخص الذي وجدت نفسها معه؟
بالرغم من كل المشاعر السلبية التي حاوطتها إلا أنها لم تستطع تجاهل حقيقة أن وجودها معه بات يسبب ضررًا لمن تحبهم
كانت متأكدة أن فيلكس لن يتقبل هذا بسهولة ، وربما لن يفهم السبب الحقيقي وراءه
كيف يمكنها أن تشرح له أن حبهما بات سببًا في تعاسة من حولها؟
تشعر بالضياع بين رغبتها في أن تكون معه وحاجتها لحماية من تحبهم من الأذى
بقيت تبكي بصمت
وكلما مرّت الفكرة في ذهنها، كان يزداد نحيبها
متأكدة أن هذا هو القرار الأصعب في حياتها
-هل سيكون بإمكانه أن يفهم؟-همست لنفسها بصوت مبحوح
كيف ستواجه فيلكس وتخبره بقرارها؟
كيف ستجد الشجاعة لتقول له وداعًا؟
لا تعلم كيف ستفعل هذا
الأمر لن يكون سهلاً
لكنها كانت تعلم أيضًا أن هذا هو الحل الصحيح، حتى وإن كان سيكلفها سعادتها
استقامت تيا متجهة لغرفتها
بدأت في تجهيز نفسها لمواجهة اللحظة التي لا مفر منها
ستواجه فيلكس وتخبره الحقيقة، وستحاول أن تترك له ذكريات جميلة لتبقى في قلبه، لكنها لن تستطيع أن تبقى بجانبه، ليس على حساب سعادة جولين
.
ارسلت لفيلكس انها ستأتي لشقته كونها تحتاج للحديث معه بشكل ضروري
كانت في طريقها إليه و قلبها مثقلًا بالحزن
لكنها تعلم أن القرار الذي اتخذته هو الأصعب الأكثر صوابًا
وصلت إلى شقته و طرقت الباب بخفّه
فتح الآخر الباب ليستقبلها بعناق قوي
استجمعت قواها لتبعده عنها بخفّه
يضح عليها انها ليست على ما يرام
كان فيلكس ينظر إليها
عينيه مليئتان بالقلق والحب
تنهدت تيا ، وكل الكلمات التي خططت لقولها بدت وكأنها تهرب منها
سألها فيلكس بقلق
-حبيبتي هل كل شيء على ما يرام؟ ازعجك احد المعجبين؟-
ترددت للحظة، عينيها مليئتين بالدموع و تشعر ان الكلمات تكاد تخنقها لكن كان عليها أن تواجهه بالحقيقة
-علينا أن ننفصل، فيلكس-
بدت تلك الكلمات وكأنها مزقت قلب فيلكس إلى ألف قطعة
وقف مذهولًا، غير مصدق لما سمعه
-ماذا؟ لماذا؟-
بدأت تيا تشرح، وعيناها ممتلئتان بالدموع
-علاقتنا تسببت في ضرر كبير لمن حولي. جولين تعاني، وأنا لا أستطيع أن أراها تتألم بسببي. لا أستطيع أن أبني سعادتي على حساب دمار حياة شقيقتي-
انهمرت دموع فيلكس، لم يستطع تحمل فكرة فقدانها
امسك بيديها ليقول بنبرة ترجّي
-تيا، أرجوك، أعطيني فرصة لأصلح كل شيء. سأفعل أي شيء، فقط لا تتركيني أنا أحبك-
أفلتت يدها منه بخفّه
كانت تعلم في أعماقها أن هذا هو الصحيح
لم يكن هناك حل آخر
مسحت دموعها لتجيبه
-أنا آسفة، فيلكس. أنا أحبك ايضا ، لكن لا يمكنني الاستمرار في هذه العلاقة على حساب جولين. لن أبني سعادتي على أنقاض حياة شقيقتي، حتى انت تأذيت و اعضاء فرقتك متأذين من الأمر ، هذا يُثقلني و يُشعرني بمدى انانيتنا ، اسفه فيلكس أنا حقّا احبك لكن لا يمكننا الاستمرار بهذا -
استدارت تيا بسرعة وغادرت المكان، ودموعها تسيل بغزارة
كانت خطواتها ثقيلة، لكن قلبها كان يعرف أنها تفعل الصواب
ومع ذلك، الألم الذي شعرت به كان أكبر من أي شيء سبق أن عانته
كانت قد فقدت حب حياتها لإنقاذ شقيقتها، وتركت فيلكس محطمًا خلفها
بعد أن غادرت تيا المكان، كانت تشعر وكأنها تحمل ثقلاً كبيرًا عليها
مرت بداخلها مشاعر مختلطة من الحزن والارتياح، لكنها كانت تعرف أنها اتخذت القرار الصحيح، حتى وإن كان القلب لا يزال يرفض تصديق ما حدث
عندما عادت إلى المنزل، وجدت جولين تجلس في غرفتها
تقدمت تيا نحوها ببطء، وكلما اقتربت منها، بدأت دموعها تتجمع مرة أخرى في عينيها
-تيا...لما تبكي هل تشاجرتم؟- سألت جولين بصوت يحمل تساؤلاً مليئًا بالخوف
ابتسمت تيا بصعوبة، وجلس بجانب جولين، متجنبة النظر مباشرة في عينيها
-جولين، ستعيشين حياتك بطبيعيه من الآن و صاعدا فأنا قد أنهيت علاقتي مع فيلكس-
شعرت جولين بثقل الكلمات، لم تستطع إخفاء شعورها بالذنب
-لكن تيا لما فعلتي هذا؟ فيلكس يحبك و انتي تحبينه -
اومأت تيا
-لكن الحب قد لا يكون افضل شيء ان تسبب بأذية من حولنا ، انتي تتأذين و اعضاء فرقته يتأذون و انا تأذيت و حتى هو ، جميعنا تأذينا لذا هذا الحل الافضل ، و بالنهاية الحياة ستمضي -
انزلت جولين رأسها
-أنا آسفة، تيا. لم أكن أريد أن يحدث هذا-
نظرت تيا إلى شقيقتها الصغيرة وأخذت يدها بين يديها
-لا تعتذري، لم يكن لديكِ يد في هذا. كان هذا القرار الصعب عليّ، لكنه كان القرار الصحيح. لا يمكنني بناء سعادتي على حسابكِ، أو على حساب أي شخص آخر-
بكت جولين، وشعرت بتيا وهي تمسك يدها بقوة
كانت تيا تحاول أن تبدو قوية، لكنها كانت منهارة من الداخل
لم يكن الفراق سهلاً، ولم تكن مستعدة للتعامل مع الفراغ الذي تسببت به في قلبها
.
.
أما بالنسبة لفيلكس، فقد كان يعيش في حالة من الانهيار العاطفي
يبكي بهستيريا جاعلًا باقي الأعضاء قلقين عليه
يعلمون بمدى الألم الذي يشعر به لكن لا يمكنهم إنكار الاذى الذي ألحق بهم جميعا بعد هذه المواعدة
جزء منهم يلوم تيا على الانهيار الذي يعيشه فيلكس
و جزء منهم يحترمها كونها لم تبدّي مشاعرها على حساب سعادة شقيقتها
اما فيلكس فقد كان يشعر وكأن العالم الذي بناه حول تيا قد انهار بالكامل
لم يكن يستطيع التوقف عن التفكير في كلماتها، وعن الشعور بالعجز أمام قرارها
كان منهار و يحاول مراسلتها لكن بلا جدوى 
.
.
نشر فيلكس في قصة حسابه بيان رسمي يعلن فيه انفصاله عن تيا
-بعد تفكير طويل ومناقشات متأنية، قررت أنا وتيا إنهاء علاقتنا. لم يكن هذا القرار سهلاً على الإطلاق، ولكنه كان الأفضل لكلينا في هذه المرحلة من حياتنا. مشاعرنا كانت صادقة ونقية منذ البداية، و الحب والاحترام الذي كان بيننا لن يتغير أبدًا
تيا كانت و لازالت من اجمل ما قدمته لي الحياة
لذا أطلب منكم ألا توجهوا أي إساءة أو كلام جارح إليها، فهي شخص نقي، ولا تستحق سوى كل الحب والاحترام
أعلم أن هذا قد يكون محبطًا للبعض، لكن أود أن أشكركم على دعمكم الدائم لنا. أدعوكم لمواصلة تقديم الدعم والحب، وأن تذكروا أن العالم بحاجة إلى المزيد من اللطف والرحمة-
.
.
.
مرّت تلك الفترة الاصعب على كلّ من فيلكس و تيا
ما كان يهوّن على تيا ان ازعاج المصورين قد انتهى و ان جولين عادت كما كانت و ارتفعت علاماتها
كان يظهر انها تخلصت من كل هذا الاذى و هذا ما كان يهوّن الامر على تيا
بالرغم من انها كانت تنهار بدموعها ليلًا لكنها تحاول المضي قدما بكل ما فيها
فهذا قرارها و عليها تحمل عواقبه
.
.
اما فيلكس لم يكن على ما يرام
أوقفت الشركة نشاطاته مع الفرقة لفترة معينة
كان يمضي الأيام بلا هدف
غير قادر على التركيز في أي شيء
حتى عندما كان مع فرقته، كان يشعر بالبعد عنهم، بالرغم من أنهم كانوا يحاولون دعمه
لم يكن فيلكس هو نفسه، فقد تركته تيا وهو يشعر بأنه خسر كل شيء
كلما تذكر اللحظات التي جمعتهما، كان يشعر بالألم يتضاعف
على الرغم من الالم الكبير الذي يشعر به إلا انه احترمها كثيرا بسبب عدم انانيتها اتجاه شقيقتها
.
عاش كل من فيلكس وتيا في حالة من الحزن الشديد، يحاول كل منهما المضي قدمًا رغم الفراغ الذي خلفه الفراق
كانت مشاعرهما ممزقة بين الحب الذي لم ينطفئ، والواقع القاسي الذي فرض عليهما اتخاذ قرارات لا يريدانها
.
.
.
.
Pov Tia
مرّت ثلاث سنوات على ما حدث
أكملت الخامسة والعشرين من عمري
تمنيت ان احتفل بهذه الذكرى رفقة فيلكس
لكن ليس كل ما نتمناه ندركه
بعد انفصالي عاد كل شيء كما كان
كل شيء عدا قلبي الذي لازال يتمزق لأشلاء كلما رأيت ما يذكرني به
لم احذف اي شيء
لا الصور ولا المحادثات ولم أتخلص من اي هديه احضرها لي
كلما انهرت أهوّن على نفسي بأن جولين عادت كما كانت سعيدة و مرتاحة
استطاعت التركيز على دراستها اكثر و حصلت على نتائج عاليه
انتقلنا للعيش في الولايات المتحدة مع والداي و هذا كان اقتراح امي كي احاول البدء من جديد
في إحدى الأمسيات، جلست في غرفتي، وأنا أستعرض الصور القديمة التي احتفظت بها
كانت صورة تجمعني بفيلكس، مأخوذة في إحدى اللحظات السعيدة التي عشناها معًا
كلما نظرت إليها، شعرت بالحنين و الالم يتسللان إلى قلبي
أغمضت عينيّ، وحاولت السيطرة على دموعي
كنت أعلم أنني لا أستطيع العودة إلى الوراء، وأن كل شيء قد تغير
لكن تلك الذكريات بقيت حية في قلبي كما هي
لا اعلم ما الحال مع فيلكس
انا كاذبه ، بل اعلم
استمريت بتتبع أخباره و مشاهدة مقابلاته
كان احترامي يزيد اتجاهه خصوصا عندما أراه يتحفظ عن الحديث عن اي شيء يخص علاقتنا
حتى في احدى البرامج حاول المقدم رمي بعض الرسائل المبطنة التي تسيء إليّ لكن فيلكس أوقفه عند حده
كانت تلك اللحظات تمنحني شعوراً متناقضاً، فبينما كان يؤكد موقفه، كنت أشعر بالامتنان له و بالأسى في نفس الوقت
فيلكس كان يحافظ على خصوصية ما بيننا رغم كل الضغوط
كنت أتابع أخباره بانتظام، حتى وإن كانت تلك المتابعات تؤذي مشاعري في بعض الأحيان
أشعر بالفخر لأنه ظلّ مخلصاً لمبادئه، لكنه في ذات الوقت كان يذكّرني بما فقدته
فقدت شخصًا لا يُعوض
كلما رأيته ينجح ويحقق إنجازات جديدة، شعرت بتناقضات في داخلي
السعادة لنجاحه والحزن على خسارتنا
حاولت أن أركز على المستقبل وأستثمر طاقتي في تحسين نفسي
عملتُ في شركة مشهورة في التصميم الداخلي و تطورت كثيرا في مجالي
لكن، ورغم كل الجهود، كان هناك جزء مني لا يزال مرتبطاً بتلك الذكريات ، ذلك الجزء يفكر في كيف كانت حياتنا ستكون لو لم نمر بهذا الفراق
أدركت أنني رغم كل الألم، كنت محظوظة لأن حبنا أنا و فيلكس كان حقيقيّا
ربما لم يكن مقدرًا لنا أن نكون معًا، لكن ذلك لا يعني أن مشاعرنا لم تكن صادقة
نظرت إلى صورتنا معًا مرة أخرى، وابتسمت بابتسامة مليئة بالامتنان
نهضت من مكاني وتوجهت نحو نافذة غرفتي
فتحتها لدعوة الهواء البارد يدخل، وشعرت بالحرية لأول مرة منذ سنوات
أدركت أن الحب الحقيقي لا يُنسى، لكنه يمكن أن يكون جزءًا من قصتي، وليس قصتي كلها
بينما كان الهواء البارد يلفح وجهي، شعرت بدمعة تنساب على وجنتي
كان فيلكس جزءًا لا يُنسى من حياتي، لكنني أدركت الآن أنني لا يجيب ان اتمسك بذلك الماضي
علمني حبنا الكثير عن نفسي، وأهم ما علمني إياه هو أنني قوية و استطيع اتخاذ القرار الصحيح حتى لو كان على حساب سعادتي
فبالرغم من ان انفصالي عن فيلكس آلمني كثيرا إلا انني ادركت مع الايام انني فعلت الصواب
أخذت نفسًا عميقًا وقررت أنه حان الوقت للبدء من جديد
الحب سيظل دائمًا جزءًا من قلبي، لكنه لن يكون العائق الذي يمنعني من الاستمرار
أغلقت النافذة ببطء، وكأنني أغلق فصلاً من حياتي، ثم توجهت نحو مكتبي وأخرجت دفترًا جديدًا
كتبت في الصفحة الأولى
-إلى الأمام تيا ، انتي شجاعة -
عرفت حينها أنني مستعدة لكتابة فصول جديدة في حياتي، فصول مليئة بالأمل والأحلام
قد يكون الحب قد ساهم في تشكيل من أنا، لكنه ليس من سيحدد ما سأصبح
شعرت أخيرًا بالسلام الداخلي
كانت الحياة تنتظرني، مليئة بالفرص والأفراح التي لم أكن قد اكتشفتها بعد
.
.
.
.
انتهى

رأيكم ؟