8ــ مواجهة

120 16 7
                                    

.
.
.
.
.

استيقظت باكراً جداً، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لي. عادةً ما أكون كسولة، لكن الحماس تغلب عليَّ هذه المرة! أخذت حماماً طويلاً لأستعد تماماً وأترك انطباعاً أولياً جيداً. الانطباع الأول يمكن أن يكون حاسماً في حياتي الجامعية هنا.

ارتديت سترة صوفية بيضاء مطرزة بكتابات زرقاء، بما أن الجو كان بارداً اليوم، وسروال جينز أزرق جديد اشتريته بالأمس فقط، مع زوج من الأحذية الرياضية السوداء. بعدها وضعت مكياجاً خفيفاً: مرطب شفاه وبعض البودرة والعطر. أضفت بعض الإكسسوارات لأكمل إطلالتي، منها قلادة على شكل نجمة، كانت هدية من والدي البشري.

تأكدت من حقيبتي وتحققت من أن كل شيء موجود ومرتب، ثم نزلت إلى غرفة الطعام لتناول الإفطار. كان الوقت مبكراً ووجدت روزالين وفوميكا فقط هناك. تناولنا الإفطار معاً، ثم توجهنا إلى الجامعة. تبين أن فوميكا كانت معنا فقط لتوصيلنا، بينما دخلت مع روزالين إلى المدرسة. حرص ماكسيميليان على وضعنا في نفس الصف، كوننا من نفس العمر.

دخلت المدرسة بصحبة روزالين، ولحظة دخولنا، توجهت جميع الأنظار نحونا. شعرت بتوتر شديد يجتاحني؛ كانت تلك النظرات محملة بالفضول والترقب، وكأن الجميع يحاولون تقييمنا في لحظة واحدة. كتمت أنفاسي للحظة، محاولًة الحفاظ على هدوئي، لكن نبضات قلبي كانت تتسارع بشكل لا إرادي!

بعد لحظات من تبادل التحايا، انتبهت الفتيات أخيرًا لوجودي. نظراتهن تحولت من روزالين إليَّ، وبدت عليهن علامات الفضول. إحداهن، كانت جيسا، سألت روزالين بنبرة مهتمة، "ومن هذه؟" شعرت بتوتر يتصاعد في داخلي، لكن روزالين ابتسمت بثقة وأجابت بسرعة.

- هذه ليانا، صديقة جديدة لي و فرد جديد في القطيع.

كان في كلامها نبرة محفزة مما جعلني أشعر ببعض الراحة رغم توتري الواضح

بعد أن أنهت الفتيات حديثهن مع روزالين، شعرتُ ببعض التوتر، لكن حاولت أن أحافظ على هدوئي. بدأت أتوجه إلى فصلي الأول، حيث جلست على مقربة من روزالين. شعرت بأن كل الأنظار متجهة نحوي، ولكن كنت مستعدة لمواجهة هذا اليوم الجديد. بعد لحظات، دخل الأستاذ إلى الفصل وبدأ بتقديم الحصة.

- لدينا طالبة جديدة اليوم. من فضلك، قدمّي نفسك.

وقفت ببطء، محاولًة إخفاء توتري.

- مرحبًا، أنا ليانا بيرش... لقد انتقلت حديثًا إلى هنا، وأتمنى أن أتعرف عليكم جميعًا.

ابتسمتُ بشكل خفيف وجلست مرة أخرى، لأجد بعض التلميحات من زملائي وزميلاتي في الفصل. ثم بدأ الأستاذ في شرح موضوع الدرس، الذي كان عن عيد الميلاد الثامن عشر، أو ما يُعرف بحفل البلوغ في عالم المستذئبين.

بدأ الحديث عن التحول الأول. كان هذا الموضوع جديدًا تمامًا بالنسبة لي، ووجدت نفسي أستمع بانتباه. كان الأستاذ يتحدث عن الألم المصاحب للتحول، لكنه أشار إلى أنه مجرد بداية لما يمكن أن يكون مرحلة جديدة ومهمة في حياة المستذئب. مقارنةً بدروس البشر، كان هذا مختلفًا تمامًا. في عالم البشر، كنا ندرس التاريخ أو العلوم، أما هنا، فإن كل درس يتناول جوانب مختلفة من حياتهم الطبيعية، حياتي الجديدة.

ذئبة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن