7_ بداية جديدة

409 25 8
                                    

.
.
.
.
.
.
ما أن فتحت الباب حتى وجدت وجوه جديدة لم أرها من قبل، وجوه تعكس قوة وغموضاً لم أكن مستعدة له. كانت الغرفة مضاءة بشكل خافت، والمكان مشحونًا بالتوتر الغامض. تقدم أحدهم نحوي، عيناه تلمعان بحذر، وكأنهما تدرسان كل حركة من حركاتي.

-أنتِ ليانا، أليس كذلك؟

قال بصوت هادئ لكنه حمل في طياته الكثير من الخبث.

ترددت للحظة، محاولةً استجماع شجاعتي قبل أن أجيب. كان الجو مليئًا بالإثارة المقلقة، وكان هناك شعور غريب بأن هذه الوجوه الجديدة تحمل في طياتها شيئًا أكثر من مجرد التعارف.

- نعم، أنا ليانا.

أجبت بحزم، محاولًة إخفاء ارتباكي.

نظر الآخرون في الغرفة إلي بنظرات متفحصة، وكأنهم كانوا يتوقعون شيئًا مني. كنت أستطيع أن أشعر بأن هناك سرًا كبيرًا يتجول في هذه الأجواء، وأنني على وشك الخوض في أعماق جديدة ومخيفة من حياتي.

أعدت النظر إلى الواقف أمامي وقد مد يده نحوي بابتسامة واسعة، وعينين حمراوتين تعكسان لمعانًا غامضًا. شعره الأشقر يميل إلى البياض، وطوله المهيب يجعله يبرز بين الجميع. لاحظت بشكل واضح أنيابه الحادة التي لم تُخفِ طبيعته.

مددت يدي بحذر وصافحته ببطء.

"ليانا، هذا هو جوناثان. إنه مصاص دماء و رفيق أختي الصغرى."

كان الصوت العميق لماكسيميليان هو الذي جذب انتباهي. نظرت إليه ثم تفحصت باقي من كانوا جالسين على الطاولة. رأيت فتاتين وشابًا آخرين، بالإضافة إلى جوناثان الذي لا يزال يقف أمامي.

تحدث ماكسيميليان مرة أخرى، معرفًا باقي الحاضرين على الطاولة. أشار أولًا إلى فتاة صهباء ذات شعر قصير يصل إلى كتفيها، وعيون تشبه عينيه في لونها العميق.

- هذه أختي الصغيرة، روزالين.

ثم وجه نظره إلى شاب يبدو في عقده الثالث، بشعر أسود كحلي وعيون رمادية باردة.

- وهذا هو أخي الأكبر ماركوس، ورفيقته سيرافين.

نظرت إلى الفتاة الجالسة بجانب ماركوس، كانت تمتاز بجمال هادئ ورقيق؛ بشرتها بيضاء ناعمة، وشعرها البندقي الطويل مموج برقة. عيناها بلون القرفة أضافتا لها جاذبية خاصة، جعلتها تبرز بين الحضور.

نظرت إلى بقية الجالسين على الطاولة، وكانوا السيدة كلارا، إيدن، فوميكا، ومايكل.

حولت نظري إلى الشخص الذي كان يقف أمامي، والذي أمسك بيدي وقبّلها بخفة. اتسعت عيناي، وشعرت بحرارة الدماء تتصاعد إلى خدي. زمجر ماكسيميليان بغضب، مما دفع الآخر للابتعاد عني بابتسامة مغرية، ثم جلس على الطاولة.

وضعت الخادمات طعام العشاء للجميع، وقدموا أيضًا كأسًا من مادة حمراء قانية لجوناثان... يا الهي، أعتقد أنه دم...

ذئبة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن