25_ تبدد الظلام: فجر جديد

146 7 34
                                    

.
.
.
.
.
.
.
.
.

كانت غابة أم الليل هد مكان غامض وداكن، حيث تتشابك الأشجار العملاقة بفساتين من السواد، وتغطيها أضواء خافتة تنبعث من الفطريات المضيئة والأشجار العتيقة. الضباب يتسرب عبر الأرض، مما يمنح المكان جوًا من السحر والخوف في آن واحد.

الأشجار لها جذور ضخمة تتشابك كأذرع غريبة، وأوراقها تتراقص مع الرياح وكأنها تهمس بأسرار قديمة. أصوات الكائنات الليلية تعبر عن حياة غير مرئية، بينما تتلألأ نجوم السماء من خلال الفتحات بين الأغصان.

تتواجد في عمق الغابة بركة ماء غامضة، تعكس ضوء القمر الذي يخترق الأشجار، بينما تحيط بها أحجار نادرة وقصص أسطورية عن الأرواح المحبوسة فيها. أم الليل هي غابة تثير الرهبة والإعجاب في الوقت نفسه، حيث تكتنفها أسرار الطبيعة وجمالها الفتان.

تقدمت بحذر إلى جانب لوميريال و انا انظر حولي محاولة استكشاف الطريق حولي، كان الظلال يشوش على نظري بشدة

وصلنا لمنزل أم الليل و قد عرفته على الفور، فهو مكان يتسم بالغموض والسحر، يقع في عمق الغابة، محاط بأشجار كثيفة وأضواء خافتة. يتميز بتصميمه الفريد، حيث يبدو كأنه قد نُحت من جذع شجرة عملاقة، بأسقف مائلة ومزخرفة بأشكال طبيعية من الزهور والأوراق.

الجدران مصنوعة من خشب داكن مغطى بطبقة من الطحالب والفطريات المضيئة، مما يمنح المكان ضوءًا هادئًا ومريحًا. النوافذ صغيرة مستديرة، تتألق بزجاج ملون يخلق تلاعبًا جميلاً للألوان داخل الغرف.

تتواجد امام المنزل حديقة صغيرة تحتوي على نباتات نادرة وأشجار صغيرة، مما يضيف لمسة من الطبيعة إلى الداخل. الأجواء هنا تملؤها الراحة والغموض، وكأن الزمن قد توقف، مما يجعل من منزل أم الليل ملاذًا بعيدًا عن صخب العالم الخارجي.

نظرت لوميريال و انا انظر حولي "ماذا الان؟"

"لكن،" أضاف بجدية، "لن نكون قادرين على مواجهة أم الليل بهذه الطريقة. يجب أن نكون أذكياء أكثر."

أخذت نفسًا عميقًا، وقلبي ينبض بشدة. "إذن، ماذا نفعل؟ هل ننتظر هنا؟"

"علينا أن نجد طريقة للدخول بهدوء،" قال لوميريال. "ربما يكون هناك مدخل خلفي أو شيء من هذا القبيل."

تحركنا بحذر، نتفقد كل زاوية حول المنزل. كنت أراقب الظلال الراقصة، وفجأة، لمحت ضوءًا خافتًا يتسلل من خلف شجرة عملاقة. "إلى هناك!" أشرت إليه، واندفعنا نحو الضوء.

عندما اقتربنا، وجدنا مدخلًا صغيرًا، يتداخل بين جذور الشجرة. لم أكن متأكدة مما ينتظرنا في الداخل، ولكن فضولي كان أقوى من خوفي. "هل أنت مستعد؟" سألت لوميريال.

"طالما أنك بجانبي، سأكون دائمًا مستعدًا." ابتسم لي، وشعرت بشيء من الأمان.

دخلنا المدخل الضيق، وكأننا نغوص في قلب الغابة. كان المكان مظلمًا وباردًا، مع أصوات خافتة تتردد في الأرجاء. استمر الضوء في التلألؤ أمامنا، مما أعطى المكان جوًا سحريًا، على الرغم من الخوف الذي كان يسيطر على قلبي.

ذئبة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن