9_ عنقاء الجليد

115 12 17
                                    

.
.
.
.
.
.
بدأت المواجهة بين الحراس والمسوخ تأخذ طابعاً وحشياً. رغم شجاعتهم وقوتهم، إلا أن الحراس وجدوا أنفسهم أمام خصوم ليسوا كأي مخلوقات واجهوها من قبل. هجماتهم كانت عنيفة، لكن المسوخ أظهرت مرونة وقدرة على تحمل الألم بشكل غير طبيعي.

كانت الساحة الأمامية للأكاديمية قد تحولت إلى ميدان معركة، أصوات الصراع تعلو في كل مكان. الحراس، في هيئاتهم الذئبية، اندفعوا نحو المسوخ بمخالبهم وأنيابهم. لكن تلك المخلوقات الغريبة كانت أكثر شراسة، وكل ضربة كانوا يتلقونها لم تكن كافية لوقفهم.

أحد الحراس، وهو من أكبر الذئاب في مجموعة الحراس، انقض على مسخ ضخم حاول اختراق الأسوار. عضه بقوة، لكن المسخ لم يظهر أي تأثر يذكر، بل رد بلكمة قوية دفعت الذئب بعيداً وسقط على الأرض. تحركت مسوخ أخرى بسرعة لتهاجمه قبل أن يتمكن من النهوض، وتمكنت من محاصرته بشكل سريع.

من بين الحشود، كان صوت زئير قوي يشق الهواء، مملوءاً بالغضب والوحشية. كان الحارس الذئب الأكبر يقاتل بضراوة، لكن أمام العدد الهائل والقوة الغاشمة للمسوخ، بدأ يفقد السيطرة. كانت تلك المخلوقات كأنها لا تشعر بالألم، تهاجم بلا هوادة، وبينما كان الحراس يحاولون الدفاع عن الأكاديمية، كان عددهم يتناقص شيئاً فشيئاً.

وفي تلك اللحظة الحاسمة، عندما بدا أن الحراس سيسقطون واحداً تلو الآخر، بدأت المسوخ تزداد عنفاً. قوتهم لم تكن تكمن فقط في أعدادهم، بل في رغباتهم الدموية التي لا تتوقف. هجماتهم كانت بلا رحمة، وكل حركة كانت تستهدف القضاء على خصومهم بشكل نهائي. كانت الكفة تميل بوضوح لصالح المسوخ.

بدأ الطلاب يراقبون بقلق متزايد، الحراس يسقطون واحداً تلو الآخر. لحظات من الصمت المريب خيمت على المكان قبل أن تتحول الأكاديمية إلى ساحة قتال ضخمة. المسوخ تقاتل بلا هوادة لاختراق أبواب الأكاديمية.

في هذه اللحظة، أدركت أن الأمور أصبحت خطيرة بالفعل. لم أكن قادرة على الاستمرار في الاختباء أو التردد، كان علي القتال أو الفناء مثل الآخرين. نبضات قلبي تسارعت، وعقلي كان يعج بالصور المروعة لما قد يحدث إذا فشلوا في الدفاع عن الأكاديمية. كان الخطر أقرب مما كنت تتصور، وكان كل شيء على المحك.

بدأت المنسوخ تتفشى في الأكاديمية تحت إشراف ذلك الشخص الذي يبدو و كأنه قائدهم. بعض الطلاب من من يستطيعون التحول لذئاب، تحولوا لهيئاتهم الذئبية ليزدادوا سرعة و يدافعوا عن أنفسهم، أما الباقي فقد أخرجوا مخالبهم من أيديهم دونهم لا يستطيعون التحول.

و ها أنا ذا عاجزة عن فعل أي شيئ امام هذه المخلوقات، و كانني تجمدت في مكاني، كل ما أسمعه هو نبض قلبي و تنفسي المظطرب، انا لا استطيع التحول و لا استخدام مخالب او التواصل مع ذئبتي، فكيف سأساعدهم؟ يدي ترتعش بشدة من الخوف و أشعر أن قدمي مصنوعتان من هلام بسبب ارتعاشهما. لا أستطيع التحرك من الخوف، أنفاسي متسارعة و قلبي ينبض بعنف، الدماء تتناثر في كل مكان لتحول الجو الصافي لأحمر قاني، و بدل المياه العذبة في النافورة أصبحت مياه حمراء كالحمم البركانية.

ذئبة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن