11ــ مفاجأة غير متوقعة!!!

109 9 5
                                    

.
.
.
.
.

Selena POV:

أخيرا تحقق حلمي و لمست الواقع....شعرتُ بأنني قد خلقت من جديد. كنتُ أشعر وكأنني أستعيد كل جزء من ذاتي كان قد تم إنكاره أو دفنه تحت ثقل سنوات من السجن. كان هناك شعور عميق بالتحرر، كأنني كنتُ مكبلة بقيود غير مرئية، وهذه اللحظة هي التي أطلقَت سراح كل شيء.

عندما اندفعت بقوة عاصفة وسرعة تتجاوز كل تصور، نحو الغابة، شعرتُ كما لو أنني كنتُ في حلم تتناغم فيه كل حواسي مع الطبيعة. الرياح كانت تعصف بفروي، وتضرب وجهي بقوة، لكنها كانت تدفئني بدفء الحرية غير المسبوق. شعرتُ بقدميّ، الآن، تلامسان الأرض بشكل مختلف، وكأن كل خطوة تُعيد لي جزءًا من روحي التي كانت قد فقدت.

كانت غريزتي القديمة تستيقظ، تدفعني نحو كل ركن من أركان الغابة، وكل رائحة جديدة كانت تحمل قصة لم أكن أعرفها من قبل. الحرية التي كنتُ أبحث عنها طوال حياتي، تلك التي كنت أعتبرها مجرد حلم بعيد المنال، أصبحت الآن حقيقة ملموسة. شعرتُ بوجود الكون كله من حولي، كما لو أنني كنتُ جزءًا لا يتجزأ منه.

جسدي كان يحركه قوة وشجاعة لم أكن أعرفها من قبل. كانت قدرتي على التحرك بسرعة تعيد لي شيئا لم أظن أني سأحققه، لقد كانت تعزز شعوري بالقوة والعزيمة. كل ضوء يعبر من خلال أوراق الأشجار، كل صوت من الحيوانات الليلية، كان يملأني بإحساس عميق بالانتماء. لم يكن هناك أي شيء يعيق حركتي، ولم يكن هناك خوف أو قلق يعكر صفوي.

كل شيء حولي كان يتناغم مع مشاعري. كانت الأشجار، التي كانت في السابق مظلمة ومرعبة، تتحول إلى أصدقاء حقيقيين، يحملونني بحبهم واهتمامهم. كنتُ أركض، وأنا أشعر بأنني أخيرًا في المكان الذي أنتمي اليه، حيث لا شيء يمكن أن يعيقني، ولا شيء يمكن أن يحدد قدراتي.

تدريجياً، بدأت أبطئ من سرعة ركضي، وتوقفت في بقعة مظلمة، حيث كان ضوء القمر يتسلل بين الأشجار. هنا، وقفتُ على أطراف الغابة، وأنا أستنشق الهواء النقي، وأتذوق طعمه. شعرتُ بكل ركن في جسدي يهدأ، وكأنها لقطات من السلام بعد العاصفة.

أغمضتُ عينيّ وأستشعر كل ما حولي. شعرتُ بشيء من النشوة، كأنني قد أعدتُ اكتشاف نفسي من جديد. هنا، في هذا المكان، لا حدود لأحلامي ولا قيود لأفكاري. كل شيء كان مفتوحًا ومليئًا بالإمكانات.

أخذتُ نفسًا عميقًا، وشعرتُ بموجة من الشكر تعبر عني. كانت هذه اللحظة هي بداية جديدة، بدأت المشي ببطئ وكانت كل خطوة أخطوها نحو المستقبل، هي خطوة نحو الحرية التي طالما حلمت بها.

توقفتُ عند جرف يطل على الغابة الخضراء تحت ضوء القمر الساطع. نظرتُ إلى الامتداد الشاسع للأشجار، وهواء الليل العليل يداعب فروي. من هذه اللحظة، أعدكِ يا ليانا، سأساعدكِ على استعادة قدراتكِ بالكامل. أستطيع أن أشعر ببعضها الآن، لكنه مجرد بداية. سأضطر للانتظار طويلًا حتى أراها كاملة، لكن لا يهم! سأجعل ليانا تشعر بأنها مستذئبة حقيقية مرة أخرى، بعد أن حُرِمَت من هذا الشعور لستة عشر عامًا.

ذئبة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن