10ـــ سيليانا

340 21 14
                                    

.
.
.
.
.
.
كانت الأيام تمر ببطء، وكأنها تحاول أن تجعلني أدرك كل لحظة من الانتظار. في هذه الفترة التي سبقت حفل بلوغي، كانت حياتي اليومية تتأرجح بين الروتين المدرسي وحياتي المنزلية، مع لمحات من التوتر الذي يخيم على عائلتي. في المدرسة، كانت الأمور تتحسن ببطء. كنت أتعلم أن أتكيف مع الحياة بين زملائي الجدد، وأبدأ في فهم تفاصيل حياة الأكاديمية التي تختلف كثيرًا عن ما كنت أعرفه من قبل.

كل صباح، كنت أستعد للأكاديمية بمزيج من الحماس والخوف. على الرغم من أنني كنت متشوقة للتعرف على المزيد عن هذا العالم الجديد، إلا أنني كنت أشعر بالقلق من ردود فعل الطلاب الآخرين تجاه وضعي. لقد وجدت صعوبة في الاندماج، ولكن مع مرور الوقت، بدأت أعتاد على ذلك.

في المنزل، كانت الحياة تسير بشكل مختلف. كان هناك اهتمام متزايد بحماية القطيع، خاصة بعد الهجوم الأخير. كان ماكسيميليان يقوم بفحصات دورية للمكان وتعزيز الحماية حول المحيط. كانت هناك اجتماعات مستمرة بين كبار القادة في القطيع، وكنت أسمع الكثير عن استراتيجيات الحماية والتدابير الأمنية الجديدة. كنت ألاحظ وجود مزيد من الحراس، وكان هناك توتر في الأجواء، وهو ما جعل الحياة في المنزل مشددة أكثر من قبل.

أما بالنسبة لعلاقتي مع ماكسيميليان، فقد كانت تتطور بشكل ملحوظ. على الرغم من قسوة ظاهره، بدأت أرى جانبًا لطيفًا منه. في الأيام التي كنا نقضيها معًا، بدأ يظهر لي اهتمامه وحنانه، وإن كان ذلك في شكل خفي. كان يظهر في الأمور الصغيرة التي يفعلها، مثل إحضار طعامي المفضل أو مساعدتي في بعض الأمور التي لم أكن متأكدة منها. في إحدى المرات، عندما كنت أعاني من صعوبة في دراسة مادة معينة، رأيته يجلس بجانبي ويشرح لي بأسلوبه الخاص. كان ذلك نوعًا من الدعم الذي لم أكن أتوقعه، وجعلني أشعر بالراحة.

أما بالنسبة لفوميكا، فقد كانت علاقتنا تتطور أيضًا. بدأت أرى فيها أكثر من مجرد صديقة عادية، بل كنت أعتبرها أختي. كانت هناك لحظات نضحك فيها معًا، ونتبادل الأسرار، ونساعد بعضنا البعض في التغلب على التحديات اليومية. كانت فوميكا دائمًا تحاول أن تجعلني أرى الجانب الأفضل في حياتي، حتى عندما كنت أشعر بالإحباط. في إحدى المرات، قالت لي: "الحياة ليست مملة كما تظنين، بل إنها مليئة بالفرص إذا نظرت إليها من زاوية مختلفة."

كنت أشعر أحيانًا بالضعف واليأس، وكنت أجد صعوبة في إخفاء مشاعري. في تلك اللحظات، كانت فوميكا دائمًا موجودة لتدعمني، وكانت تجلس معي وتستمع إليّ. كانت قدرتها على فهم ما أحتاج إليه تجلب لي الطمأنينة.

ثم جاء اليوم الذي تلقيت فيه رسالة من عائلتي البشرية. كانت الرسالة مليئة بالقلق من أمي والتمنيات الطيبة من أخي جاك. كنت أشعر بالفرح والحزن في الوقت نفسه. فرحت لأنهم لا يزالون يهتمون بي، لكنني شعرت بالحزن لأنني كنت أفتقدهم بشدة. كتبت لهم ردًا يطمئنهم ويشير إلى أنني بخير، رغم التحديات التي أواجهها.

ذئبة الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن