الفصل الثالث بعد العشرين: كيوجيلينا

99 19 56
                                    

في اللحظة التي اعتقد فيها أوزوي أنّه قطع رأس الكيان الجديد، و استدار يعطيه ظهره

"بربك، لا فائدة من البكاء الآن.. هل يمكنك إعادة وصل رأسكِ بمفردكِ من الأساس؟" صوتٌ هستيريٌ لعبوبٌ صدر

نظر إليه أوزوي بأعين متسعة..

شعرٌ أخضر.. بقع سوداء حول جسده، عضامه بارزة و خصره بحجم حبة أرز..

كان يمسح دموع الأخرى بعد أن وصل رأسَها برقبتها..

"أنتِ لستِ بالذكاء الذي يبدو عليكِ، صحيح؟"

استمرّ في قوله بينما يمسح شعرها، دون النظر لأوزوي أو إعارته إهتماماً

بينما من ناحيةٍ أخرى..

"لماذا أركض، توقفي توقفي توقفي"

أمسكت سيلينا بباب أحد المنازل..

ذكروها مجدداً لماذا هي تهرب..

اااه.. قمرٌ علوي سادس هنا..

و تركت أوزوي و أصدقائها؟..

ااه فعلت..

ضربت رأسها بالباب بقوة إلى أن نزف..

أخذت شهيقاً و زفيراً، تضم قبضتَيها بقوة، غُرِست أضافرها في جلد يدِها، سالت دمائها تقطر على الأرض..

"ما الخطأ.. الذي ارتكبته؟"

تمتمت بملامح خاوية.. عيناها كانتا خاليتين من أيِّ بريق..

ما هو؟

هل أنّها خائفة خطأ؟

أم أنّها فقط اعتادت الأمان خلال ستين سنةً مضت و سبع عشرة أخرى و لم تتمكّن من التعود على حياة قتلة الشياطين المليئة بالخطر رغم أنّها ضمن الفيلق منذ سنتين؟

ما الخطأ بالضبط هنا؟

خوفها على حياتها؟

عدم تعوّدِها؟

قلة حيلتها؟

"جبانة أفضل من جثة!"

"جبانة أفضل من جثة!"

"جبانة أفضل من جثة!"

"جبانة أفضل من جثة!"

"جبانة أفضل من جثة!"

كرر ذلك الصوت الأنثوي الخشن بداخلها..

أن تكون جباناً، أفضل من أن تكون جثة؟

أن تهرب و تترك الأبرياء خلفك أفضل من أن تموت؟

الندم؟ كره الذات؟ اللوم؟

هل يمكنها التعامل مع كل هذه المشاعر؟ مع العار الذي سيلاحقها؟

حتّى لو لم يلمها أي أحد، حتّى لو لامها الجميع..

ذكريات القديسة| شينازوغاوا سانيميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن