- زفاف الظلال .

937 49 17
                                    

"احببتها بجميع الطُرق حتى عندما كانت غارقه في بحر دمائها كان الأحمر يليق بفتاتي فقط "
______________

"أنتِ لن تخرجي من هنا أبدًا. القصر يريدكِ هنا، كما أريدكِ أنا." قال بصوت مخيف، وبدأ يقترب منها ببطء.
بعدما أدركت الفتاة أنها لا تملك خيارًا آخر، قررت أن تأخذ الخطوة الجريئة. في لحظة من اليأس والتوتر، نظرت إلى الشباك المفتوح وتنفست بعمق، ثم قفزت من الطابق الثاني إلى الحديقة الخلفية للقصر. شعرت بجسدها يرتطم بالأرض، ورفعت رأسها لترى فرانكي واقفًا عند الشباك، ينظر إليها بابتسامة ساخرة، كأنه يستمتع برؤيتها تحاول الهرب."إنها حمقاء... ألا تعلم من هو فرانكي؟" قالها فرانكي لنفسه، وهو يراها تتعثر بين الأشجار، تهرب بعيدًا عن القصر. بدأ يتلاشى عن أنظارها، وكأنه يختفي في الظلال التي تحيط به، لكن الفتاة لم تتوقف عن الركض. كانت تعلم أنها لن تكون بأمان إلا إذا ابتعدت عن هذا المكان الملعون، حتى ولو للحظة.
مرت الأسابيع، وحاولت الفتاة نسيان تلك الليلة المرعبة في القصر. عادت إلى حياتها الطبيعية، وخطبت لرجل أحبته منذ سنوات. تم تحديد موعد زفافهما، وكان من المفترض أن يكون اليوم الأجمل في حياتها. ولكن، ما لم تكن تعلمه هو أن فرانكي كان يراقبها طوال الوقت، ينتظر اللحظة المناسبة ليعود إلى حياتها ويقلبها رأسًا على عقب.في يوم الزفاف، وبينما كانت الفتاة تستعد للقاء حبيبها عند الطاولة . شعرت بشيء غريب. الجو كان ثقيلًا، وكأن شيئًا شريرًا يترصد بها. تقدمت ببطء في الممر، عيناها تبحثان عن وجه حبيبها، لكنها لم تجده. بل بدلاً من ذلك، وجدت فرانكي واقفًا عند المذبح، مرتديًا ملابس العريس، وعيناه تتألقان بجنون.تجمدت الفتاة في مكانها، غير مصدقة لما تراه. "أين هو حبيب قلبي؟ أين هو عريسي؟" سألت بصوت مرتجف، والذعر يملأ قلبها.اقترب منها فرانكي بخطوات بطيئة، وعيناه تملأهما السخرية، وقال بصوت هادئ وبارد: "كل شيء على ما يرام... لقد أضفت بعض التغييرات. وهكذا أصبح الزفاف جميلاً بوجودي."كانت الفتاة تشعر بالصدمة وعدم الفهم، بينما كان فرانكي يقف بجانبها، كأنه قد حقق انتصاره الأكبر. كان الزفاف الذي حلمت به قد تحول إلى كابوس حي، وهي الآن عالقة فيه، مع رجل مجنون لا يعرف الرحمة، في قصر ملعون لا يسمح لأحد بالهروب.
بينما كانت كلمات فرانكي تتردد في أذنيها، شعرت الفتاة وكأن الأرض تنهار من تحت قدميها. كانت أنفاسها تتسارع، ورأسها يدور بالأسئلة التي لا تجد لها إجابة. كيف تحول حفل زفافها السعيد إلى هذا الكابوس؟ أين هو حبيبها؟ ولماذا فرانكي هنا بدلًا منه؟نظرت إلى فرانكي، الذي كان يقترب منها بخطوات واثقة، وكأن ما يحدث هو الشيء الأكثر طبيعية في العالم. حاولت أن تتراجع، لكن قدميها لم تتحركا. كان القلق والخوف يشلان حركتها، وفي تلك اللحظة أدركت أن فرانكي لم يكن يمزح، وأن ما يحدث ليس حلمًا يمكنها الاستيقاظ منه."أين هو؟ ماذا فعلت به؟" صرخت بصوت متقطع، لكنها لم تحصل على إجابة سوى تلك الابتسامة الباردة التي كانت تعني أن الأمور تسير وفقًا لخطة فرانكي.بينما كان الحضور يراقبون بصمت مشوب بالارتباك، كانت الفتاة تكافح لتحافظ على وعيها. نظرت حولها بحثًا عن أي علامة على وجود حبيبها، لكن كل ما رأت كان الوجوه المربكة التي لم تفهم هي الأخرى ما يحدث.فرانكي، وكأنه قرأ أفكارها، انحنى نحوها وقال بصوت خافت ومليء بالتهديد: "لا تقلقي، هو بخير... فقط بعيد قليلاً عن هنا. أنا لم أؤذيه... حتى الآن."كلماته كانت مليئة بالغموض والخطر. بينما كان يمد يده نحوها، شعرت الفتاة بالرعب يشتعل في صدرها. لقد فهمت الآن أن فرانكي قد فعل شيئًا بحبيبها، وأنه لن يسمح لها بالهروب بسهولة. كانت محاصرة بين جنون فرانكي وحبها الذي لا تعرف إن كان سيعود لها يومًا.في تلك اللحظة، وبينما كان الجميع في القاعه لا يدرون ماذا يفعلون، شعرت الفتاة بضعف كبير يتملكها. لكن، في أعماق نفسها، حاولت البحث عن أي فرصة يمكن أن تساعدها على قلب الطاولة على فرانكي، وإنقاذ حبيبها من هذا المصير المرعب
اقترب فرانكي وقال لها بثبات " اذا قمتي بإكمال زفافنا سوف ارجعهُ لكِي
."حسنًا، فرانكي... دعونا نكمل الزفاف إذاً،" قالت بصوت هادئ متعمد، محاولًا إخفاء الخوف الذي يعتصر قلبها، وهي تعرف أنها تدخل لعبة خطيرة قد تكون نتيجتها حياة أو موت.كان على فرانكي أن يصدق أنها قد قبلت مصيرها بسبب ما قاله لها ، لكنه لم يكن يعلم أن خلف هذا الهدوء، كانت هناك عقلية تفكر بسرعة، مستعدة لاتخاذ أي خطوة لتهرب من قبضته الجهنمية.
بمجرد أن أغلق باب القصر خلفهما، شعرت الفتاة بضغط الخوف واليأس يشتد عليها. كانت الجدران العالية والقاعات المظلمة تذكرها بكل ما عانته في هذا المكان. لم تستطع تحمل فكرة أنها قد وقعت مجددًا في فخ فرانكي. انفجرت غضبًا، وبدأت تصرخ وتضربه على صدره بكل قوتها.
"أين هو؟ أين هو؟" صرخت بصوت متحشرج، ودموعها تملأ عينيها. "لماذا كذبت علي؟ أين هو الآن؟ قل لي! أين أخفيته؟"
ظل فرانكي واقفًا في مكانه، يتلقى ضرباتها بلا مقاومة، وعيناه تراقبانها ببرود مخيف. كان هناك شيء في نظراته يوحي باللامبالاة، وكأن الألم الجسدي لم يكن يعني له شيئًا. استمرت الفتاة في ضربه، لكنه لم يتحرك، فقط انتظر حتى انتهت من تفريغ غضبها.
بعد لحظة، أمسك فرانكي بمعصميها بقوة، وأوقفها عن الاستمرار. اقترب منها حتى صار وجهه قريبًا جدًا من وجهها، وعيناه المثبتتان على عينيها كانتا مليئتين بظلام غريب. "لقد قلت لكِ سوف اقوم بِجلبه لكي ، لكن هل تعتقدين حقًا أنني سأتركه يأخذك مني؟"
كان صوته هادئًا، لكنه كان يحمل في طياته تهديدًا خفيًا. شعرت الفتاة برعشة تجتاح جسدها. حاولت التحرر من قبضته، لكن يديه كانت قوية بشكل مخيف. بدأت تشعر بالخوف الحقيقي، ليس فقط على نفسها، بل على حياة حبيبها الذي لا تعرف مكانه.
"أين هو؟ ماذا فعلت به؟" سألت مرة أخرى، لكن هذه المرة بصوت يائس، وهي تتطلع إلى عينيه، تحاول العثور على بصيص من الحقيقة. " لماذا قمت بحجزي هنا؟؟"
ابستم فرانكي ثم قال

"الأشياء الجميلة تُحبس، حتى لا تُفسدها الحياة عزيزتي ."
_____________

- لَم افعل .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن