" هل تنتظرون مقولة كالعادة من فرانكي؟ حسنًا، اليوم لا توجد مقولات. لقد سأمت من مقولاته... اقلبوا الصفحة لقراءة أحزاني "
_________________بعد لحظة صمت طويلة بينهما، أخذت إيلكس نفساً عميقاً، وكأنها تجمع كل قوتها لمواجهة أكبر مما تستطيع تحمله. تقدمت خطوة نحو فرانكي، وعيونها تلمع بالعزيمة:
"أنت تحتاج لعلاج، فرانكي. لست بخير، وما تفعله بي وبالآخرين لا يمكن أن يستمر. لا يمكنك السيطرة على كل شيء بهذه الطريقة."
تبدل وجه فرانكي للحظة، وكأن كلماتها اخترقت جزءًا منه لم يكن يريد مواجهته. لكن سرعان ما تحول تعبيره إلى قناع بارد من اللا مبالاة. رفع حاجبيه بتعجب مصطنع:
"علاج؟ وهل تعتقدين أن هناك من يستطيع فهم ما أحتاجه؟"
اقترب منها، متجاهلاً المسافة الشخصية، وأمسك بذراعها بلطف شديد، وكأن لمسة حنونة تخفي خلفها تهديداً خفياً:
"إيلكس، أنا كل ما تحتاجينه. هذا العالم لن يفهمك كما أفعل. ولن يعتني بك كما أفعل."
ابتعدت عنه بخطوة، وهي تحاول السيطرة على خوفها وارتجافها:
"أنت لا تعتني بي، فرانكي. أنت تسجنني، تعذبني، وتغير هويتي. هذا ليس حباً، إنه جنون."
ظهر شرار في عيني فرانكي، وتصلب فكه للحظة، ثم تراجع قليلاً، وكأنه يحاول السيطرة على غضبه المتصاعد. أخذ نفساً عميقاً وابتسم ابتسامة باردة:
"إذن تعتقدين أنني مجنون؟ حسنًا، إيلكس... ربما أنتِ على حق. لكن إن كان هذا جنونًا، فأنا سعيد أن أكون مجنونًا. لأن هذا الجنون هو ما سيبقيك بجانبي... إلى الأبد."
تراجعت إيلكس قليلاً، وكأنها تستجمع ما تبقى من شجاعتها لتواجهه بالحقيقة التي طالما حاولت دفنها داخله.
"فرانكي، أريدك أن تعرف شيئًا... أنا لا أحبك. في الواقع، لا أحمل أي مشاعر تجاهك. حتى الغيرة، تلك المشاعر التي تشتعل في الحب أحيانًا، لا أشعر بها تجاهك. أنت لست ما أريده، ولست ما أحتاجه."
للحظة، تجمد فرانكي في مكانه. وكأن كلماتهما تردد صداها في أذنه قبل أن يستوعبها. عيناه ضاقتا قليلاً، وارتسمت على وجهه ابتسامة خطيرة، تشبه ابتسامة شخص فقد السيطرة على الواقع.
"أوه، إيلكس... ألا ترين؟ هذا بالضبط ما يجعلك مثيرة للاهتمام. عدم حبك لي لن يغير شيئًا. في النهاية، ستدركين أن الحب ليس الخيار الوحيد. هناك أشياء أخرى أقوى، مثل السيطرة، الالتزام، والقدر. وإن لم يكن حبك، فسأجعل التزامك بي هو ما يبقينا معًا."
اقترب مرة أخرى، صوته منخفض لكنه مملوء بالتحدي:
"سواء أحببتني أم لا، لن تهربي مني. وإن كنت لا تشعرين بالغيرة ، فهذا لا يُهمني "
ابتسم فرانكي ابتسامة غامضة وهو ينظر إلى إيلكس بنظرة مليئة بالتحدي. ثم استدار وغادر القصر دون أن ينبس بكلمة .
مرت أيام دون أي خبر من فرانكي، وكأن الأرض انشقت وابتلعته. إيلكس لم تكن تعلم ماذا حصل معه، وشعرت بالقلق يتسلل إلى أعماقها. حاولت إلهاء نفسها بالعمل والأنشطة اليومية، لكنها لم تستطع التخلص من أفكارها حوله. مراراً، أمسكت هاتفها محاولة الاتصال به، لكن في كل مرة كانت تتوقف قبل الضغط على زر الاتصال، تمنع نفسها بقوة، معتقدة أنها لا يجب أن تكون ضعيفة أمامه.مع مرور الأيام، بدأ القلق يتحول إلى إحساس ثقيل بالخسارة والغضب. كيف يمكنه أن يختفي هكذا دون أي تفسير؟ كانت تحاول إقناع نفسها أنها لا تهتم، لكنه كان يشغل ذهنها رغماً عنها.
ثم، بعد عدة أيام، في ليلة هادئة بينما كانت جالسة في غرفة المعيشة، سمعت صوت الباب يُفتح. رفعت نظرها، وها هو فرانكي يقف أمامها. لكن لم يكن وحده. بجانبه كانت امرأة أخرى، مظهرها جريء وصاخب. كانت تضحك بخفة وتضع يدها على ذراعه، وكأنها كانت معه طوال هذا الوقت.
شعرت إيلكس بارتباك لحظة، بينما كانت تحاول معالجة ما تراه. غيرتها التي كانت تحاول إنكارها بدأت تتصاعد بسرعة. فرانكي نظر إليها بابتسامة باردة وكأنه يستمتع برؤيتها مضطربة، دون أن ينطق بكلمة .
نظرت إيلكس إلى فرانكي والمرأة بتقزز واضح، كأن مشهدهم معًا كان يُمزق شيئًا بداخلها. كيف يمكنه أن يعاملها بهذا الشكل، وكأنها غير موجودة؟ وكأنها مجرد هواء لا قيمة له؟ ألم يكن يعلم أنها زوجته؟ هذا التجاهل والإهانة كانا أكبر من أن تتحمله. دون أن تنبس بكلمة، استدارت وصعدت إلى غرفتها، وهي تحاول الحفاظ على رباطة جأشها.
جلست على حافة السرير، مشاعرها مشتعلة كالبركان. كيف يجرؤ على فعل هذا بها؟ أن يجلب امرأة إلى منزلهما ويعاملها وكأنها ليست شيئًا؟ شعرت بالاحتقار والذل، لكن أكثر من ذلك، شعرت بالغضب. لقد أهملها، وتجاهلها، وكأنه لا يكترث بأي شيء. حاولت أن تنام، لكن أفكارها كانت تعصف بها. الغضب والفضول كانا يسيطران على كل جزء من تفكيرها.
بعد فترة من التقلب والقلق، لم تستطع كبح فضولها. وقفت على قدميها وبدأت تتحرك ببطء نحو الباب، تتسمر أذنيها لتلتقط أي صوت يصدر من الطابق السفلي. سمعت المرأة تضحك وصوتها يرتفع، لكن فجأة تحول الضحك إلى صراخ. تجمدت إيلكس في مكانها، لم تستطع استيعاب ما يحدث. أفكارها أخذتها إلى أسوأ السيناريوهات، لكنها حاولت التخلص منها. لا بد أن هناك شيئًا آخر.
انتابتها رغبة شديدة في مواجهة فرانكي، فاندفعت إلى الطابق السفلي وهي تغلي من الغضب. عندما دخلت الغرفة، كانت متأهبة للصدام معه، لكن المشهد الذي رأته أوقفها في مكانها وأطلق العنان لرعبها.
المرأة كانت معلقة من عنقها، مشنوقة بحبل يتدلى من السقف، عيناها مفتوحتان على وسعهما، وجسدها يتدلى بلا حراك. صرخت إيلكس بصوت عالٍ، غير قادرة على استيعاب ما يحدث أمامها، بينما كان فرانكي واقفاً بجانب الجثة بهدوء تام، دون أن يبدي أي رد فعل .
____________________
![](https://img.wattpad.com/cover/375841550-288-k996244.jpg)
أنت تقرأ
- لَم افعل .
Mystery / Thrillerعندمَا يكون البطل مُصاب بفوبيا التملك ، الى اين يمكن ان يصل ؟ .