"أينما تهربين، سأكون الظل الذي يتبعكِ. لا مفر منّي، إيلكس... فأنا جزء من روحك الآن."
____________________
مع كل خطوة خطتها في الظلام، كان قلب "إيلكس" ينبض بالخوف والتصميم معًا. لم يكن الهروب سهلاً، فظلال القصر كانت تطاردها، وكأن فرانكي بحد ذاته هو المكان بأكمله. كانت الأرض رطبة والرياح تعصف، مما زاد من صعوبة تحركها بهدوء.بينما كانت تتقدم في الغابة المحيطة بالقصر، سمعت صوتًا مألوفًا، صوت ضحكة مكتومة في الأفق. تسارعت خطواتها، لكن الشعور بأن فرانكي قريب منها لم يتركها. أدركت أن الهرب لا يتعلق فقط بالخروج من القصر، بل بالهروب من فرانكي في داخلها، من الخوف الذي زرعه في روحها.
فجأة، توقفت عندما شعرت بشيء غريب تحت قدميها. نظرت إلى الأسفل لترى دائرة محفورة في الأرض، محفوفة برموز غريبة. تلك الرموز لم تكن صدفة. فرانكي لم يكن مجرد رجل مهووس، بل كان هناك شيء أعمق وأكثر ظلامًا يتحكم فيه.
كانت تلك الدائرة تحمل طاقة مظلمة، وكأنها فخ وُضع خصيصًا لمن يحاول الهرب. حاولت تجنبها، لكن اللحظة التي رفعت فيها قدمها عن الحافة، شعرت بقوة تجذبها إلى الأرض. ارتفع الهواء حولها، وسمعت صدى صوت فرانكي في عقلها: "أينما تذهبين، سأكون معكِ. لا مفر، إيلكس."
سقطت على الأرض بقوة، تشعر أن شيئًا ما يجذبها نحو الأسفل، وكأن الغابة نفسها متواطئة مع فرانكي. وفي تلك اللحظة، ظهرت أمامها رؤيا مخيفة: مشهد لفرانكي وهو يقف في وسط الغابة، مبتسمًا، وعيناه المتوهجتان تلتهمانها.
لكن "إيلكس" كانت مصممة على ألا تستسلم. أخرجت قطعة الزجاج الحادة التي احتفظت بها في كمها، وجرحت بها راحة يدها. الدم المتدفق كان طريقها لتحطيم الطقوس التي حاصرها بها فرانكي. رموز الأرض بدأت تتلاشى، والطاقة المظلمة التي أحاطت بها بدأت تضعف.
بصعوبة، وقفت على قدميها مجددًا. ورغم الألم والدماء التي تسيل من يدها، كانت تعلم أن هذه المواجهة لن تكون الأخيرة. فرانكي لن يستسلم بسهولة، ولن يتوقف عن ملاحقتها.
عندما ابتعدت عن الدائرة، أدركت أنها بحاجة إلى حلفاء، إلى أشخاص يعرفون عن هذا العالم المظلم الذي يحيط بفرانكي. قد يكون هناك المزيد خلف قواه الغامضة، شيء يتجاوز الهوس والجنون. كان عليها أن تجد أجوبة قبل أن يتمكن فرانكي من استعادتها مجددًا.
واصلت السير، هذه المرة بقلب أثقل وعزيمة أقوى. اختبأت بين الأشجار وقررت بأخر فكره ممكن ان تفعلها للتخلص من فرانكي وعذابُه النفسي لها .
بعد أن تمكنت إيلكس من الهروب، سافرت بعيدًا في محاولة للابتعاد عن فرانكي وذكرياته. قررت أن السفر إلى مكان بعيد سيمنحها فرصة جديدة، وربما بداية حياة دون ظلال تهددها في كل لحظة. كانت الرحلة الجوية هي خطوتها الأخيرة نحو الحرية، أو هكذا اعتقدت.
أنت تقرأ
- لَم افعل .
Mystery / Thrillerعندمَا يكون البطل مُصاب بفوبيا التملك ، الى اين يمكن ان يصل ؟ .