" اللعنات لا تنتهي بسهوله .

248 17 5
                                    

"لم أمت بعد، ولن أجعل فتاتي تتخلص من لعنتي بهذه السهولة. ما زلت هنا، وما بدأته لن ينتهي إلا على طريقتي "

___________________

*فلاش باك*

بينما سقط فرانكي على الأرض بعد أن أصابته رصاصة عم إيلكس، شعر بالألم الحاد يجتاح جسده كالسياط، لكنه لم يفقد وعيه بشكل كامل. كانت الرصاصة قد اخترقت جانب صدره، وكانت الدماء تتدفق بغزارة، لكنه ما زال يستطيع رؤية الظلال البعيدة وهي تتحرك نحو الغابة. بدأ وعيه يبهت شيئًا فشيئًا، لكنه استطاع تمييز صوت خطوات تقترب منه ببطء. بدت الأصوات خافتة في البداية، لكنها أصبحت أكثر وضوحًا، كأن أحدهم يحاول أن يتجنب إثارة أي ضجة."هل تراه؟"، همست امرأة، بدا صوتها قلقًا ولكن مصممًا."نعم، إنه هناك، بالكاد يتنفس، علينا التحرك بسرعة"، أجاب رجل بنبرة مليئة بالحذر.اقترب الزوجان العجوزان من فرانكي بسرعة، ورغم حالة الصدمة التي كان يمر بها، شعر بالراحة حين شعر بيدين قويتين تحملانه. الرجل، الذي بدا في الستينات من عمره، رفعه برفق على ظهره، بينما المرأة العجوز كانت تحمل بعض الأغطية لتحاول وقف النزيف الذي كان ينزف من جرحه. كان وعي فرانكي يتلاشى بسرعة، لكن آخر ما رآه قبل أن يفقد الوعي تمامًا هو السماء التي بدأت تغمرها غيوم سوداء، وكأنه إشارة إلى العاصفة القادمة .

**
استيقظ فرانكي ببطء، مستشعرًا دفء الأغطية التي تغطي جسده، وشعر بضغط خفيف على صدره حيث كانت الجروح مضمدة بعناية. كانت الغرفة التي وجد نفسه فيها بسيطة، بأثاث قديم وبعض الأدوات الزراعية المتناثرة هنا وهناك. كانت رائحة الأعشاب الطبية تملأ المكان، ما جعله يدرك أن العجوزين لم ينقذا حياته فقط، بل كانا يعالجانه بطرق تقليدية.عندما التفت ببطء إلى الجانب، رأى الرجل العجوز جالسًا بجانبه، يرتدي ملابس بسيطة ونظرة هادئة على وجهه. بمجرد أن رأى فرانكي يتحرك، ابتسم وقال بصوت هادئ، لكنه مشبع بالتجارب: "أنت استيقظت أخيرًا. لقد كان وضعك خطيرًا، لكننا فعلنا ما بوسعنا.""أين أنا؟" سأل فرانكي بصوت مبحوح، إذ كان حلقه جافًا وصوته مليئًا بالتعب."أنت في مزرعتنا، وجدناك قريبًا من الغابة، كنت على وشك الموت، لكننا لم نسألك أي أسئلة. فقط قمنا بما يجب علينا فعله." قال العجوز وهو يضع كأس ماء بجانبه. "اشرب، ستحتاج إلى الكثير من الراحة."بدأ فرانكي يرتشف الماء ببطء، وبدأت مشاعره تتذبذب بين الامتنان والارتباك. من هؤلاء الناس؟ ولماذا أنقذوه؟ لكنه كان يعلم أن الأسئلة يمكن أن تنتظر. كان جسده مرهقًا، وكانت الرصاصة التي اخترقت جسده تحتاج إلى وقت للتعافي.مرّت الأيام ببطء، وكان فرانكي يتلقى الرعاية من العجوزين اللذين أبديا اهتمامًا كبيرًا به. المرأة كانت تسقيه الشاي الطبي وتضمد جروحه بمهارة تقليدية اكتسبتها من سنوات حياتها الريفية. أما الرجل، فكان يحدثه بين الحين والآخر عن الزراعة والنجاة في الطبيعة، وكأن فرانكي قد أصبح جزءًا من حياتهما اليومية البسيطة .

- لَم افعل .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن