- قناع السواد .

66 13 4
                                    


"بين لحظة وضحاها، عاد الظلام ليغمره. الشخص الذي رأيت فيه أملًا قد اختفى، وبدلاً منه، وقف الوحش الذي ظننت أنني بدأت أروضه."
_________________

في اليوم التالي، لم يكن الجو دافئًا كما كان في الليلة السابقة. الشمس بالكاد تسللت عبر النوافذ المغطاة بالستائر الثقيلة، تاركة المنزل في حالة من الظلام الدائم. إيلكس استيقظت وعلى شفتيها بقايا من الأمل الذي شعرت به في الليلة الماضية. كان قلبها ينبض ببطء، محاولًا التمسك بتلك اللحظات التي شعرت فيها أن فرانكي قد يكون شخصًا مختلفًا.

لكن ما إن خطت خطواتها الأولى خارج الغرفة حتى أدركت أن هناك شيئًا غير صحيح. الجو في المنزل كان ثقيلًا، كما لو أن الظلام نفسه قد اتخذ شكلاً ماديًا. لم تجد فرانكي في المكان الذي تركته فيه الليلة الماضية. التفتت، بحثت عنه بعينيها، ولكن ما من أثر له.

ثم فجأة، اخترق الصمت صوت خطواته. خطواته الثقيلة، الصاخبة، التي كانت مليئة بالغضب المكتوم. وعندما ظهر أمامها، لم يكن الشخص الذي تعرفه. كان وجهه مُظلَمًا، ملامحه مشدودة بتعبير يملؤه القسوة. ذلك التحول السريع في شخصيته كان كابوسًا، أشبه بتحول ضبع في منتصف الليل.

"كيف تجرأتِ؟" نطق بصوت خشن. عيناه كانتا تلمعان بالغضب الذي لم تعهده من قبل.

إيلكس تراجعت خطوة إلى الوراء، لم تكن تعرف ماذا فعلت. "ما الذي تتحدث عنه، فرانكي؟"

"دفتر مذكراتي... مكتبي!" صوته كان يهتز بالغضب المكبوت. "لقد دخلتِ مكتبي وتطفلتِ على أشيائي."

إيلكس حاولت أن تدافع عن نفسها، قلبها ينبض بسرعة مرة أخرى، ولكن هذه المرة من الخوف. "لم أكن أقصد التجسس... أردت فقط أن أفهمك، أردت أن أساعدك."

فرانكي اقترب منها بخطوات بطيئة، وعيناه لا تتركانها. "ساعدتِني؟ لا أحد يساعدني، إيلكس. لا أحد يتطفل على حياتي ولا يدفع الثمن."

في تلك اللحظة، أدركت إيلكس أن الشخص الذي تحدثت معه في الليلة الماضية لم يعد موجودًا. كان أمامها مرة أخرى الوحش الذي تظن أنها بدأت في تغييره، ولكن هذا الوحش كان أقوى وأعند مما كانت تتوقع.

"فرانكي، أنا آسفة... لم أكن أعرف أن هذا سيزعجك بهذا الشكل." كانت كلماتها مرتجفة، تحاول الوصول إلى أي جزء منه قد يستجيب لصوت العقل.

لكن فرانكي لم يكن مستعدًا لسماع أي شيء. "لن تدخلِ مكتبي مجددًا، لن تقتربي من أي شيء يخصني، هل تفهمين؟" صوته كان مليئًا بالتهديد، وعيناه كانت تقطعانها كالسكاكين.

- لَم افعل .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن