" مصاب بربو رائحتها، فهي الوحيدة التي تثير فيّ هذا الاضطراب. لا أستطيع تمييز أي رائحة أخرى، ولكن رائحتها تجذبني كقيد لا أستطيع الفكاك منه."
_______________إيلكس، بعد أن حصلت على هويتها الجديدة، بدأت في البحث عن عمل. رغم كل ما مرّت به، كانت تعلم أن لديها موهبة تمتلكها منذ زمن طويل، وهي العمل كموظفة بريد. لم يكن العمل يحتاج إلى تواصل كثير مع الناس، وهذا ما كانت تحتاجه؛ الابتعاد عن الأنظار والعيش في هدوء.
وجدت وظيفة في شركة خدمات بريدية صغيرة، حيث كانت تقوم بتوصيل الرسائل والطرود إلى المنازل. كانت تحب ذلك، حيث كانت تشعر وكأنها تتجاوز الماضى بينما تتنقل في الشوارع، تحمل رسائل الغير. عملت بجد، وكانت تحرص على أن تبني حياتها من جديد، خطوة بخطوة. ومع مرور الوقت، بدأت في الاعتماد على نفسها واستعادة الثقة التي فقدتها.
في الجانب الآخر، استفاق فرانكي بعد أن سقطت الطائرة. عينيه المفتوحتين كانت مثل عيني وحش يملك سبع أرواح. الألم الذي شعر به لم يكن إلا بداية لفقدانه السيطرة على نفسه. منذ اللحظة التي استعاد فيها وعيه، بدأ بالبحث عن إيلكس بكل ما أوتي من قوة. ترك القصر خلفه، وعرف أنه يجب عليه أن يجدها بأي ثمن. كانت تلك المرة مختلفة، لم يكن الأمر سهلاً كما اعتاد.
سافر من مدينة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى، بلا نوم أو راحة. كان يشعر باليأس لأول مرة، وكانت مشاعره تتضارب بين الغضب والحزن. كيف لم يستطع العثور عليها؟ كان بإمكانه دائمًا تحديد مكان الأشخاص الذين يهتم بهم، ولكن إيلكس كانت كالشبح الذي تلاشى في الهواء. في كل مكان بحث فيه، كان يشعر بفراغٍ يزداد عمقًا، كأنما تآكل جزء منه مع كل لحظة تمر.
كلما زادت المدة التي لم ير فيها إيلكس، زادت قسوته. وأصبح تركيزه على البحث عنها أكثر إلحاحًا، مثل ذئب يبحث عن فريسته. حتى في لحظات الوحدة، كان يسمع صوتها في مخيلته، ضحكتها، حتى تنفسها. لكن في كل مرة حاول فيها العثور عليها، كان يتلقى ضربة جديدة من الألم والخيانة.
فرانكي، على الرغم من يأسه، لم يستسلم. كان يعرف أن إيلكس لا تزال هناك، وأنه يجب عليه استعادة ما فقده، حتى لو كان ذلك يعني اقتحام العالم بأسره بحثًا عنها. في داخله، كان يعلم أنها لن تكون قادرة على الهروب منه إلى الأبد.
ومع مرور الوقت، بدأت الحكايتان تتداخلان، حياة إيلكس الجديدة تعيش في الظل، بينما فرانكي يقترب أكثر فأكثر من الحقيقة، بلا رحمة، وبلا هوادة.
مع مرور الأيام، بدأت إيلكس تتكيف مع حياتها الجديدة. كان العمل كموظفة بريد يحقق لها شعورًا بالاستقلالية والحرية، وكانت كل رسالة توصلها تذكرها بأنها تتجاوز ماضيها، وأن كل خطوة جديدة هي فرصة للبدء من جديد. أصبحت الشوارع مألوفة بالنسبة لها، وعندما كانت تتنقل بين المنازل، كانت تشعر بأنها في عالمها الخاص، بعيدًا عن الأذى الذي عاشته مع فرانكي.
أنت تقرأ
- لَم افعل .
Mistério / Suspenseعندمَا يكون البطل مُصاب بفوبيا التملك ، الى اين يمكن ان يصل ؟ .