العوده .

59 11 0
                                    


"لم أكن أتصور أن العودة لحياتي الطبيعية ستكون أصعب من الهروب من حياة فرانكي . ظننت أنني سأجد السلام، لكن كل شيء تغير، حتى أنا. الماضي لم يعد ملاذًا، بل عبئًا أثقل مما توقعت"
_________________

بعد لحظات من الصمت الثقيل، وقبل أن يرد أحدهم على اقتراح إيلكس، انقطع الجو المشحون فجأة بصوت هاتف فرانكي يرن. نظر إلى الشاشة ليرى اسمًا غير متوقع: *إلين*.

رفع حاجبيه للحظة، بينما تبادل ديفيد وإيلكس نظرات فضولية. "إلين؟" تمتم فرانكي بصوت منخفض، وكأن الاسم يحمل معه عبئًا من الماضي.

ديفيد أطلق ضحكة خافتة وقال، "يبدو أن هناك لاعبًا جديدًا في اللعبة."

تجاهل فرانكي تعليقه ورد على المكالمة ببرود، "إلين؟" صوت ناعم جاء من الطرف الآخر، مليء بالقلق، "فرانكي... أنا في خطر. أحتاج إلى مساعدتك."

تجمد فرانكي لبرهة، ثم رد بسرعة: "أين أنتِ؟"

"في المدينة القديمة، في المكان الذي تعرفه. أسرع، من فضلك."

أغلق فرانكي الهاتف دون أن يقول كلمة أخرى، ووقف فجأة. "يجب أن أذهب."

ديفيد ابتسم بشكل ماكر وسأل، "إلى أين؟ هل هذه جزء آخر من اللعبة التي تلعبها؟"

نظر إليه فرانكي بجدية غير معتادة وقال، "هذه ليست لعبة الآن." ثم توجه إلى الباب دون أن ينتظر ردهما.

إيلكس شعرت بالتردد للحظة، ثم نهضت بسرعة وقالت، "سأذهب معك."

فرانكي نظر إليها بعيون مشوشة للحظة، لكنه هز رأسه وقال، "لا، إيلكس. هذا ليس مكانك."

لكن إيلكس لم تتراجع. "إذا كنتَ تظن أنني سأجلس هنا وأنت تواجه شيئًا خطيرًا بمفردك، فأنت مخطئ. نحن شركاء في هذه الفوضى، سواء أحببت ذلك أم لا."

تبادل الاثنان نظرات مليئة بالتحدي والصمت. وأخيرًا، استسلم فرانكي بصمت وأشار لها أن تتبعه. أما ديفيد، فقد ابتسم بهدوء وهو يراقب المشهد من بعيد، قائلاً لنفسه: "الأمور بدأت تصبح أكثر إثارة."

***

في المدينة القديمة، كان الظلام يلف الأزقة الضيقة مثل غطاء سميك، وكل خطوة تبدو وكأنها تحمل في طياتها خطرًا خفيًا. سار فرانكي وإيلكس بخطى سريعة، حتى وصلا إلى مبنى مهجور قديم.

داخل المبنى، كانت إلين تقف أمام باب مغلق، وجهها شاحب وملامحها مشوهة بالخوف. وعندما رأت فرانكي، هرعت نحوه.

- لَم افعل .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن