" أنه لأمر غريبٌ حقًا"
قالت بريسيلا وهي لا تزال تحدق عبر النافذة.
"لا أستطيع أن أتصور أنك ترغبين في خدمة شخص مثلي، مهما كان مقدار مبلغ المال الذي تتلقينه"
للحظة، كدت أن أقول:
"هل كنتِ تعلمين ذلك؟"
إذن، هي تدرك حقيقة أنها ليست بشخصًا جيدًا.
بالكاد تمكنت من كبح هذه الكلمات
قبل ان تخرج من فمي.
لطالما اعتقدت أن برينسيلا كانت شخصًا شريرًا بحتًا، غافلة تمامًا عما حولها.
لكن ما قالته الآن يظهر أنها على وعي تام بنفسها وبطبيعتها.
"أ معقول انكِ تشعرين بالشفقة عليّ لأنني مريضة؟"
واصلت برينسيلا الحديث بينما كنت أحاول استيعاب ما يجري.
فتحت فمي ببطء وقلت:
"من المعروف بين النبلاء أن السيدة برينسيلا حساسة، وكنتُ على علم بذلك أيضًا"
عندما سألتني برينسيلا إن كنتُ أراها مثيرة للشفقة، بدا لي أنها ترفض الظهور بهذا الشكل.
في تلك اللحظة، شعرت أن الصدق سيكون الخيار الأفضل، على الرغم من أنني لم أكن متأكدة من رد فعلها.
"لقد قبلت هذه الوظيفة لأنني كنتُ في حاجة ماسة إلى المال، حتى وأنا أعلم ما ينتظرني.
راتب العمل كخادمة لدى السيدة برينسيلا أعلى بكثير من راتب الخادمات العاديات"
في لحظة ما، كانت قد حولت نظرتها من النافذة لتنظر إليّ.
ربما كان ذلك بسبب ما حدث لها في اليوم السابق.
وجهها الشاحب كان يبدو أكثر هدوءًا من المعتاد، خاليًا من التوتر الذي اعتدت على رؤيته.
"لكن رغم معرفتي بكل ذلك، أنا لا أزال إنسانة ولدي مشاعر، ولم يكن من السهل عليّ أن أعتاد على طبيعة السيدة برينسيلا الحساسة"
برينسيلا كانت تستمع إليّ بجدية، وكأنها تفكر في كل كلمة قلتها.
"لو كان الأمر بيدي، لربما استقلت، لكن كما قلتِ، فقري يمنعني من اتخاذ هذا القرار بسهولة"
"..."
"لذا، قررت أن الأفضل لي هو تقبل الوضع والاستمرار، بما أنني مضطرة للمواصلة على أي حال"
لم أتمكن من الحديث عن شعوري بالذنب، فالمسألة أعقد من أن تُشرح ببساطة.
وحتى لو قلت إنني أعرف ما يحدث بسبب معلومات معينة، فلن تصدقني على الأرجح.