"السيدة لا تحب إردان، وترفضين المال الذي عُرض عليكِ.
أذن لماذا تصرين على التمسك بهذا الموقف؟"
ثم، وهي تمسح دموعها بنبرة صارمة، وقفت بثبات."لا أدري ما السبب، لكني أتساءل إن كان ذلك الاعتقاد يستحق الدفاع عنه على حساب المساس بكرامة شخص آخر"
إيلوديا نظرت إليّ بعينيها المليئتين بالدموع مباشرة.
ورغم الهشاشة التي بدت في نظراتها، إلا أن عزمًا واضحًا كان يشع منها، كما لو كانت بطلة نزيهة تقف في وجه الظلم.
"كان إردان على حق.
لا ينبغي لنا التفاوض مع من يبتز الآخرين بالمال"
قالت تلك الجملة بحزم، ثم غادرت."ما الذي كان يدور في عقلها؟"
ابتسمت وأنا أبحث بين أشيائي، ثم توجهت إلى المكان الذي يمكث فيه المحققون من العائلة الإمبراطورية.
"إليكم دليل لا يقبل الشك"
ومع تسليمي كرة كريستالية صغيرة، بدأ أولئك الغارقون في أكوام الوثائق ينظرون إليّ واحدًا تلو الآخر.
أضفت بنبرة واثقة وابتسامة مشرقة:
"إنها تحتوي على تسجيل للدوقة الكبرى وهي تعترف بعلاقتها غير الشرعية مع زوجي"ما قدمته كان كرة كريستالية مسجلة.
كنت قد أعددتها مسبقًا قبل مواجهتي مع إيلوديا، تحسبًا لأي اعتراف قد يصدر عنها.
ولم تكتفِ إيلوديا بالقدوم إليّ من تلقاء نفسها، بل كشفت لي كل شيء.
بالطبع، يعود الفضل إلى حكمتي في اختيار الحديث معها بدلاً من مهاجمتها عندما رأيت في ملامحها شيئًا غير مألوف.
"نشكر لكِ تقديم المزيد من الأدلة التي تضاف إلى ما سبق وأن قدمته.
إنها أدلة حاسمة، لم نكن لنحصل عليها دون مساعدتك، شكرا جزيلا لكِ"
قال الفيكونت زيبيرون بابتسامة مهذبة وهو يقترب مني بعدما كان يراجع الوثائق."هل تُراجع الوثائق بشكل سليم؟ أعتذر إن كنت قد أثقلت كاهلكم"
"كل شيء منظم بدقة، لدرجة أن مجرد الاطلاع العابر يكفي لفهم كامل الصورة"
أجاب الفيكونت زيبيرون وهو يأخذ الكرة الكريستالية مني بحذر.الوثائق التي كانوا يتفحصونها كانت سجلات توثق كيفية إدارتي لإقطاعية الماركيز على مدار العامين الماضيين.
هل ظننت حقًا أنني لم أحتفظ بنسخ احتياطية لما ألقيت به جانبًا؟
ألقيت نظرة عابرة على الوثائق التي كان المحققون يدققون فيها باهتمام وابتسمت بخبث.