عندما التفتُّ، رأيت رونا وقد غطّت رأسها بقطعة قماش.
وعندما اقترحتُ عليها أن نتسلل إلى المبنى الرئيسي، أجابت بأن التنكر أمر لا غنى عنه في مثل هذه المهمات.
"الجميع يساهمون بجهودهم لمساعدتكِ، سيدتي ليريبيل"
"مساعدتي؟"
أومأت رونا برأسها تأكيداً لسؤالي.
"لم يبقَ الآخرون صامتين خوفاً من أن يطردهم االسيد إردان لمجرد تقديمهم العون لكِ"
"وما الذي تعنينه بهذا؟"
"إذا تم طرد كل من يهبّ لمساعدتكِ، سيدتي ليريبيل، فستجدين نفسك وحيدة هنا، بلا نصير في هذا المكان"
"…"
"الجميع يدرك هذا، ولهذا فضلوا التزام الصمت ليتمكنوا من مساعدتكِ بطرق غير مباشرة"
شعرت حينها بأن كلمات رونا ثقيلة على صدري.
"الجميع يعلمون جيداً كم بذلتِ من جهد في إدارة هذه الأراضي، سيدتي ليريبيل، ويقدّرون مساعيك كزوجة لسيد القصر"
لم أعتبر نفسي يوماً زوجة مثالية أو قائدة بارعة.
لطالما رأيت أن ما أقوم به هو مجرد واجب فرضته عليّ خياراتي، ولذا تحملته بصمت.
لكن فكرة أنهم ينظرون إليَّ بعين التقدير، بل ويتطوعون لمساعدتي بهذا الشكل، كانت شيئاً لم أتوقعه أبداً.
"…"
إذاً، لم تكن السنوات التي قضيتها هنا بلا جدوى...
شعرت بوخزٍ خفيف في أنفي.
"لذا لا تقلقي، وثقي بنا تماماً"
عند كلمات رونا، خفضتُ بصري وأومأت برأسي.
نعم، دعيني أثق بالسنوات التي قضيتها هنا.
تماماً كما وثقت بـرونا.
"لِنَعُد"
"نعم، لنعد"
تركتُ وراءي المبنى الرئيسي الصاخب وعدت إلى الجناح الفرعي.
على الرغم من أنني كنت قد خططت لجمع الأدلة حول علاقة إردان بـ إيلوديا، بدا أن الأمر لم يعد له أهمية في ظل الظروف الحالية.
فالأشخاص الذين أرسلتهم العائلة الإمبراطورية سيتكفلون بتوريط إردان وإظهاره كزوج خائن.