تنظر ببرود للطبيبة التي تطمئن على وضع الجنين فهي في الشهر الخامس و قد أجبرها اليوم على الخضوع للفحص كي يعرف جنس مولوده ...
بدأت الطابعة في إخراج الصور الضوئية للطفل لتقارن بين فرحتها به و بطفلها الأول ثم تتنهد هامسة
"لا ذنب لهذا الطفل بما فعله والده! سأبقى قدر ما أستطيع معه لتربيته و سأهرب لاحقا لذا لن أحرمه من حناني!!"ابتسمت لطفلها عندما أمسكت الصورة لينتبه لها و يخبرها عابثا
"طفلي أجمل من طفله لذا بعد إنجابه سأسمح لكِ بالتجول في القصر و ربما التنزه!!"نظرت له بتقزز واضح أزعجه ليطرد الجميع و يصفعها بقسوة صارخا
"قلت أن عليك طاعتي في كل شيء و لو حاولتِ إيذاء الطفل مرة أخرى فأنا سأجعلكِ تندمين حتما!!"لم تجبه بكلمة واحدة بل تمددت على فراشها بهدوء و أخذت دب طفلها الآخر المحشو لتعانقه و تنام فقد أحضره لها عندما دخلت في اكتئاب حاد من بقائها محبوسة داخل هذه الغرفة ...
ما إن سمعت إغلاق الباب عليها حتى غفت بسلام و لم تستيقظ حتى المساء لتبدل ثيابها و تذهب للشرفة بعدما نادت على الخادمة ...
أتتها الأخيرة مرتبكة فهي شاحبة كالأموات والكدمات ظاهرة في جسدها حقا لتسألها بعد تردد
"هل .. هل تأمرينني بشيء سيدتي؟!"ابتسمت لآخر كلمة و ردت بصوت بارد
"أريد بعض المقويات للحفاظ على الجنين، أحضريها لاحقا ... أما الآن فأنا أريد شيئا حلوا مع الحليب و لا تنسِ إحضار الجريدة مع قائمة الكتب في مكتبة هذا المكان!!"هزت المعنية رأسها و ركضت تلبي الأوامر ناسية الباب مفتوحا لتبتسم الآخرى و تغلقه من الداخل فهي لا تريد التسبب في أذى شخص آخر من ذلك السفاح ...
كان منظر الغروب فاتنا للغاية لتنظر للأسفل بشرود فالجو بارد و لكنها لم تتجول كعادتها في الخارج بل أنها لم تتجاوز باب الغرفة حتى ...
أتتها الخادمة بكل ما طلبته لتقرأ الأخبار بشرود حتى ابتسمت لرؤية صورة لزوجها السابق مع طفلها الذي كبر لتقلب الصفحة سريعا عندما سمعت صوت الباب و تتظاهر بعدم الاهتمام بشيء لكنه ابتسم لرؤيتها منغمسة و لم تنتبه له كما يظن فمسح على شعرها قائلا بمرح
"لقد سمعت أنكِ طلبت المقويات من أجل طفلنا لذا قررت مكافأتكِ عزيزتي!!"شدت كلماته انتباهها لتحدثه ببرود "كل ما قد أرغب فيه هو رؤية صغيري كلاود لذا مكافآتك تسعدك وحدك!!" ... ضحك لكلماتها ليمسك يدها و يدخلها الغرفة فتقلق من أنه غضب لذكرها صغيرها و سيضربها أو سيؤذيه رغم أن الاحتمال الأول أهون عليها من الثاني طالما تعودت ...
أنت تقرأ
تشابهٌ مميت || deadly resemblance
Teen Fictionحين يصل الهوس بموقف تافه إلى حد الأذى و التملك حين ينتقل الأذى للأبرياء قبل أن يولدوا حين تعمي الأحقاد قلب المرء و تجعله يؤذي من هم من صلبه هناك تكون الفاصلة بين العاقل و المجنون و المجنون سيحرص حتما على جعل من حوله مجانين كي يرضي نفسه المريضة ح...