استيقظ الصغير من حضن جدته نعسا لتبتسم هي له بحنان و تبعد شعره عن جبينه فيتجمد فورا و يعتدل في جلسته بسرعة فيضرب رأسيهما لتتأوه فيرتبك قائلا "أ أنا أ أنا آسف حقا ... لـ ليس الأمر أنني سـ سأعصيك يا عمة و لـ لكن ... أ أنا أعرف أنكِ ساعدتِ جدي ليقتل جدتي و أنا كنت أتمنى رؤيتها لذلك ... لذلك أكره المجيء و لكن ... إذا أطعت جدي لن يقتل بابا و ماما و عمي كريس و لن يتدخل في حياة أخي حتى لو قتلني لـ لذا ... إفعلي بي ما تريدين!!"
مد يديه راغبا في إمساك يديها و ما إن فعل حتى انتبه على السلاسل ليشهق بقوة و يصمت حزينا ليعانقها و يمد يده بحذر نحو فمها قبل أن تنتبه فيتحسس الشريط اللاصق ليبكي معتذرا بينما هي تبتسم بحنان و تنظر بحسرة للكدمات و الجراح في جسده فهو لم يرحمه أبدا ...
أتى من تفكر فيه لينظر للصبي المتسمر قائلا بسخرية "يبدو أنك تعانق أي شيء كارل!! عليك اعتياد الوحدة لذا لا تجعلنِ أنزعج و أقتلك!!"
شهق الصبي و أومأ نفيا لينهض من السرير المريح الذي افتقده بعد النوم على الأرض شهرا كاملا في تلك الغرفة ... حاول السير مبتعدا تجاه صوت جده لكن الأخير ركله على معدته بقسوة يقذفه نحو الحائط فيتألم بشدة و يحدث نفسه 'لا بأس!! لا بأس أنا سأتحمل كي لا يقتلهما!! سأتحمل و لن أكون سببا في تدمير كل العائلة!! سأكون بديل جدتي و لن يؤذي أخي وقتها!!'
كان يصبر نفسه بما يستطيع و هو يسير مجددا حتى أمسكه الأكبر من شعره و هو يجرّه معه بين الغرف قبل أن يعيده لمكان جحيمه و يقص الضمادات قائلا ببرود "هيا إلى السلاسل بسرعة!!"
ركض مسرعا يرفع ذراعيه و لم يتمكن من التحكم في ارتعاش سيقانه فهو و إن وعد بالتحمل لا يزال الأمر كثيرا عليه و جده لم يرحمه يوما ...
توقف الأكبر عن تعذيبه عندما صدم به يبصق و يتقيأ الدم فأحضر له الطبيب الذي أكد على الراحة التامة له لينزعج و يتركه تحت رحمة ألفريد الذي يجبره على معالجة الصفقات كي يؤذيه لو أخطأ قبل أن يعيده للنوم جوار جدته المكتئبة ...
.....
..............
.......................يقف أمام القبرين بنظرات ميتة و جواره كان شقيق زوجته الذي يسنده فهو منذ الحادث قبل شهرين أصبح في وضع لا يحسد عليه و الطبيب يقول أنه على حافة الجنون و عليهم مراقبته ...
أبعد الأشقر عنه منزعجا ليقف أمام قبر زوجته قائلا بألم "لماذا خرجتِ ذلك اليوم لارا؟! لماذا؟! ألا يكفيني فراق أمي و سفر أبي و الآن أنتِ ... و بالكاد وجدنا الرماد من مارك لندفنه ... لقد كسرتم كل شيء في داخلي!! أرجوكم عودوا!! سأجد مارك حتما فهو حي ... أنا متأكد ... لـ لم أفقد طفلي ... هو فقط في مكان ما و سيعود لأبيه و ... و سأحضره لكِ عند القبر و سيودعكِ ... أتمنى أن لا تشعري بالوحدة مع أمي!!"
أنت تقرأ
تشابهٌ مميت || deadly resemblance
Teen Fictionحين يصل الهوس بموقف تافه إلى حد الأذى و التملك حين ينتقل الأذى للأبرياء قبل أن يولدوا حين تعمي الأحقاد قلب المرء و تجعله يؤذي من هم من صلبه هناك تكون الفاصلة بين العاقل و المجنون و المجنون سيحرص حتما على جعل من حوله مجانين كي يرضي نفسه المريضة ح...