الفصل السادس عشر

59 8 0
                                    

ينظر ببرود شديد لورقة القبول في تلك الأكاديمية الراقية و إلى الصغير الباكي فرمى الورقة عليه قائلا ببرود "لا يهمني ما ستفعله ... إذا ذهبت أعدك ستموت!!"

شهق الفتى مصدوما و عاد للبكاء معترضا "أنت من منعني من الإجابة عن أوراق القبول و بابا عاقبني بشدة حتى أدخلني بالواسطة و لن يقبل أي اعتراض ... أ أنا حقا آسف جدي!!"

صفعه بقوة كبيرة و عصب له عينيه ليأخذه لجدته الخائفة قائلا ببرود "إنها آخر مرة سترينه فيها لذا استمتعي!!" ... كمم لها فمها جيدا ليرمي الصبي الباكي عليها و يرحل غاضبا يفكر في حلٍّ ما فهو حقا لن يتمكن من النجاح في اتمام انتقامه لو فقد ابنه الذي يعمل في الشركة بدلا عنه ...


و في تلك الغرفة ...

كانت الكحلية تبتسم شاحبة و هي تمسح على شعر حفيدها الذي افتقدته بشدة لكنه منهار حرفيا بالبكاء فاكتفت بعناقه لكن بكائه زاد حدة و هو يعانقها صارخا بكل ألم "أرجوكِ امنعي جدي من قتلي!! أ أنا حقا لم أستطع منع أبي فهو أخافني بشدة و لكن ... لا أريد أن يقتل جدي الجميع و يجعل أخي دمية له ... ما العمل؟!"

تصنمت مذهولة فهو وصل بدناءته لتهديد حفيده الوحيد بالقتل فقط لأنه رغب في الدراسة ... زفرت بتعب حزينة و قد قررت توسله لترك الصبي يدرس فهو حرمه من كل شيء ...

استمرت في المسح على خصلاته لكنه اعتاد حنانها فغفى بهدوء و دموعه قد بللت عصابة العينين قبل أن يأتي جده لأخذه فأمسكت الكحلية ذراعه بسرعة قائلة "أ أرجوك اتركه يدرس!! تـ تلك الخبرات القليلة ستفيدك أنت أيضا!!"

نظر لها ببرود و للصغير الذي ينام بهدوء ليبتسم بخبث قائلا "لكنكِ ستطيعينني في كل حرف!!" ... ارتبكت و أومأت مقهورة فيبتسم و يفلت الصغير الذي استيقظ متألما و تحسس ما حوله محاولا الوقوف قبل أن تدعس قدم جده كفه الصغيرة فيئن متألما و يمسكها بكفه الأخرى قائلا بحزن "جدي أرجوك ... أرجوك اترك يدي!!"

ركله بقسوة منتصف صدره ليشهق بقوة و يجبر نفسه على الوقوف قائلا "عاود المحاولة مع ديريك غدا لعدم إدخالك الأكاديمية و سأضعك في مدرسة صغيرة كي لا ينتبه لك أحد!!"

همهم بحزن ليتركه يجره معه حتى خرجا من الغرفة التي حُبِسَت فيها تلك السيدة المصدومة من تقبّل الصغير للأذى بصمت فهمست منكسرة "لقد ورث صفة الإيثار منك صغيري ديريك!!"














يقف مرتبكا أمام مكتب أبيه الذي عاد غاضبا لكن الخادمة أخبرته أن جده سيعاقبه لو لم يحاول اليوم فطرق الباب ليأذن له بالدخول و يحاول تهدئة نفسه عندما رأى ارتعاش كفّي ابنه الواضح ...

تشابهٌ مميت || deadly resemblanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن