يركض سعيدا في الرواق بعدما عاد من الروضة لكنه اصطدم بوالده الذي نظر له ببرود ليبتسم ببراءة قائلا
"مرحبا ... بابا!!"مد له يديه كي يحمله لكنه تجاهله و ذهب ليقبض على يديه حزينا و يدخل لغرفة أخيه فوجده شاردا يمسك خده بصمت ليسأل باكيا
"هل تؤلمك أخي؟!"انتبه الأكبر لوجوده فمسح دموعه سريعا و حمله يسأله بمرح
"متى عدت من المدرسة كريس؟! كنت سأحضرك لكنني انشغلت في المذاكرة!!"ضحك الصغير و قبّل خد شقيقه لينزل و يجلب حقيبته مخرجا أوراق ملاحظات المعلمة و يحدثه ببشاشة
"مدحتني معلمتي كثيرا اليوم و قد قمنا بتعبير لأفضل شخص نحبه و قد صورتني المعلمة لك لأنك لم تستطع المجيء!! أنا أحبك كثيرا أخي!!"أخذ الأشقر أوراق شقيقه السعيد ليبتسم و يعطيه قطعة سكاكر من الدرج فيأخذها و يجلس مبتسما في انتظاره لإعطائه رأيه حتى أتى نحوه يمسح على شعره بحنان قائلا
"أنا حقا فخور بك صغيري!! سأطبخ لك كعكة للاحتفال بتفوق هذا الذكي و غدا سأشتري لك هدية لطيفة!!"أومأ له ضاحكا ليذهبا نحو الحديقة و يجهزا معا طاولتهما ثم يترك الأكبر أخاه مع الخادمات اللاتي يمدحنه على نتائجه و تكتمن ضحكاتهن من ظرافته البالغة ...
انغمس الآخر في الطبخ مبتسما بحزن فقد عرف اليوم أن أمه عادت من الخارج و قد انتهى علاجها النفسي أخيرا و لكن أباه أصبح مهووسا بالتحكم فيه لمنعه من رؤيتها و صفعه فقط لأنه وجده يكتب قصة جديدة ليقرأها لأخيه بدل أن يدرس ...
أنهى تحضير الحلوى التي يحبها الصغير ليأمر الخدم بالإكمال و يعود له حيث وجده يضحك بقوة على قصص الخادمات فاقترب منه فاردا ذراعيه و في غمضة عين ركض الصغير نحوه و قفز عنده ضاحكا بسعادة بينما يصيح باسمه ...
سمعا صوت خطوات تقترب ليقرص كتف أخيه هامسا
"أخي لا تتحدث معه كثيرا، اتفقنا؟!"همهم له و نزل من حضنه ليحيياه بهدوء فابتسم و سأل بمرح
"ما سبب هذه الاحتفالية الصغيرة ديريك؟! و لماذا والدكما ليس مدعوا؟!"تنهد المعني و أبعد يد والده عن ذقنه مجيبا
"لقد تفوق كريس اليوم في المدرسة و هو ليس احتفالا بل مجرد كعكة طبختها له و سنلعب ألعاب الطاولة فقط!"همهم و حمل الصغير يجلسه على الطاولة بينما احتل هو الكرسي لينظر له بتركيز و يلعن غاضبا فهو يشبه ابنها الآخر كثيرا و يختلفان فقط في لون العينين ...
انتبه لارتباك الصغير فهو غير معتاد عليه ليتذكر طفولة ابنه الأكبر الذي لم يعد يحبه كالسابق منذ حرمه من أمه فحدث الصغير بهدوء
"عليك اعتبار ديريك والدك فأنا لن آتي سوى في الحالات الطارئة فقط!!"
أنت تقرأ
تشابهٌ مميت || deadly resemblance
Teen Fictionحين يصل الهوس بموقف تافه إلى حد الأذى و التملك حين ينتقل الأذى للأبرياء قبل أن يولدوا حين تعمي الأحقاد قلب المرء و تجعله يؤذي من هم من صلبه هناك تكون الفاصلة بين العاقل و المجنون و المجنون سيحرص حتما على جعل من حوله مجانين كي يرضي نفسه المريضة ح...