ينظر بخوف لجده الذي أيقظه دون سبب و لكمه و هو أمامه في المكتب منذ ساعات يرفع يديه بكل خوف يملأه ... نظر لصورة جدته بهدوء و تنهد ليسأله بعفوية "لما لا توجد صور بابا أو عمي هنا يا جدي؟!"
رماه بنظرة حارقة فأخفض بصره متوترا و حاول بكل يأس مقاومة الإرهاق حتى أتى وقت الغداء ... عبس عندما وجد الطعام فقط لجده فسأله بحزن "أيمكنني الراحة على الأقل؟! أنا واقف طويلا جدي!!"
ابتسم عندما أشار له بالخروج ليتجول بفضول في المنزل و يبتسم فهو جميل حقا لكنه فزع من خروج معلمه من إحدى الغرف فابتعد هلعا ليضحك الأكبر عليه و يرحل متعمدا ترك جزء من الباب مفتوحا ...
أدخل الصغير رأسه بفضول حقيقي يجول ببصره في أنحاء الغرفة لكنه فزع من السلاسل المجهزة على الحائط و الأقفال الكثيرة فخاف حقا من أن تكون من أجله و ابتعد مسرعا يسير نحو الحديقة الخلفية كي ينام قليلا و يسمعهم عندما ينادون عليه لضربه ...
استيقظ فزعا على رصاصة المسدس الذي كاد يصيبه ليبكي دون صوت و يتبع معلمه نحو قاعة الدرس كي يأخذ حصته قبل العودة للمنزل ...
دعك عينيه بنعاس و عاد للتحديق بالخريطة أمامه سائلا ببرائة "معلمي أيمكنك التبسيط أكثر؟! أنا لم أفهم لماذا البحر مهم للتجارة و نحن نملك الطائرات الخاصة و القطارات السريعة!!"
صفعه بقسوة و أشار له لحالات الطقس مجددا و أجاب ببرود "أهم الفترات التجارية تمتلئ عادة بالعواصف و الطرق البرية تكون لزجة و لن نستطيع توصيل السلع في وقتها المحدد و عندها ستتأخر كفاءة الشركة و نخسر العملاء!!"
أمسك خدّه متألما و هز رأسه يدون ملاحظات حول ذلك في دفتره ليتابع الدرس باهتمام شديد فهو يحب المجال لكن إجباره هكذا يجعله ينفر غصبا عنه ...
أتى جده يشير له ليتبعه ففعل حزينا و وقف أمامه في المكتب خائفا من كل شيء فلم يتمالك نفسه و غطى وجهه يبكي بصمت فهو متعب كثيرا ...
ضرب الأكبر بقلمه على الطاولة ليرتعب الصغير و يعتدل في وقفته لكنه اتصل بالمعلم و أشار له نحو النافذة فهلع الصبي و تراجع خائفا يحدق بمعلمه بينما يصيح باكيا "أتوسل لكما لا ... إ إنها عاصفة في الخارج فلا تأخذا مني ملابسي!! أنا حقا لن أنجو ... ارحمني جدي!! أرجوك!! ا أنا حفيدك الأكبر ارحمني و لو قليلا!!"
تجاهله تماما و أكمل عمله أثناء اخراج الصغير بثيابه الداخلية إلى التل خلف المنزل و معلمه يربط ساقه مع الشجرة بسلسلة و يعطيه كتابا قائلا "ستشرح لي ما فهمته منه أو لا تحلم بالعودة للمبيت مع كريس أبدا!!"
أنت تقرأ
تشابهٌ مميت || deadly resemblance
Novela Juvenilحين يصل الهوس بموقف تافه إلى حد الأذى و التملك حين ينتقل الأذى للأبرياء قبل أن يولدوا حين تعمي الأحقاد قلب المرء و تجعله يؤذي من هم من صلبه هناك تكون الفاصلة بين العاقل و المجنون و المجنون سيحرص حتما على جعل من حوله مجانين كي يرضي نفسه المريضة ح...