أتى الصباح أخيرا لتفتح الأم غرفة طفلها مبتسمة له بحنان و تصدم من النافذة الفتوحة و طفلها النائم بلا لحاف و قد بلل نفسه فأغلقتهت سريعا و تقدمت منه تتفقد حرارته لكنه يشتعل حرفيا فنادت على زوجها ليطلب الطبيب بينما تحمم هي طفل السادسة المتعب ...
نظر لها الصغير بحزن كبير فهو يشعر بجسده يؤلمه بطريقة أبشع من الحمى فتذكر حقن الأمس ليخفض رأسه مرهقا و قد استسلم من حنان عائلته لأنه قد يقتلهم أمامه دون سابق إنذار ...
أنهت الكحلية تحميم طفلها المتعب لتبدأ في اختيار ثيابه لكنه نطق بتعب بالغ "ماما!! غادري من غرفتي رجاءً!! فقط تجاهلوني و أخبري بابا أن يفعل ذلك أيضا ... ستجهزني الخادمة لذلك أريد منك المغادرة!!"
أفلتت القميص مصدومة من كلامه لترغب بالاعتراض لكنه نظر لها برجاء مطلق فأفلتت القمصان و عانقته بقوة كبيرة فهي لا تريد أن تخسره و تراه ميتا أمامها هو و أخوه كما رأت والديها من قبل جثثا هامدة ...
خرجت بحزن من الغرفة لترى زوجها القلق لكنها أبعدته عن الغرفة و جلست على سريرها منهارة بالبكاء فهي لا تريد أكثر من سلامة طفلها لكن السعي لذلك يعني موته فنظرت بألم لزوجها تسأله "متى ... متى فقط سنغادر من هذا المكان ديريك؟! أريد احتواء أطفالي عندي لقد تعبت ... تعبت حقا من بُعد طفلي عني بهذا الشكل!!"
لم يستطع أن يفهم قصدها فرغب في النزول إلى ابنه لتوقفه بقلق معترضة "كلا!! فـ فقط لن نقترب من كارل حتى يوافق هو و سنزوره كل ليلة في نومه فهو لم يعد يتقبلنا و لو أجبرناه مجددا سيتأذى فقط!!"
تنهد باستياء و ذهب إلى الشركة فهو يريد مراقبة والده لفترة كي يتأكد إن كانت له يد في ما يحدث لطفله البريء فسأله "أبي هل يتصرف كارل بغرابة عندما يزورك؟! لقد كان متحمسا بالأمس للرحلة و اليوم هو يخاف منا و لا يبدو بخير ... إذا تفرغت قم بزيارته و حاول إقناعه فأنا سألغيها إذا لم يأتِ و يستمتع!!"
حك المعني ذقنه بمكر مفكرا في طرق تعذيب جديدة للصبي ليجيب ابنه مدعيا القلق "هو حقا ليس كعادته و لا يلعب مع الأطفال أبدا بل يحبس نفسه في غرفة من الغرف و يختبئ ... ما كان عليك أخذه لتلك المدرسة دون حراسة!!"
أخغض رأسه بحزن مفكرا في طفله الذي كان يركب الكاميرا التي طلبها سابقا من أمه ليبتسم و هو ينظر لما يتم عرضه في جهازه اللوحي ثم يضحك و يبدأ في الرسم مفكرا "هكذا سيصدقونني عندما أعتذر منهم على وقاحتي عندما أكبر!!"
انغمس في الرسم بهدوء يدقق في التفاصيل التي أشار لها معلمه ليضع الصورة مكانها و يراجع ما لخصه بالأمس حتى يعرف الإجابة في حال حاول سؤاله عن أجوبة مستعصية كي يعاقبه ...
أنت تقرأ
تشابهٌ مميت || deadly resemblance
Novela Juvenilحين يصل الهوس بموقف تافه إلى حد الأذى و التملك حين ينتقل الأذى للأبرياء قبل أن يولدوا حين تعمي الأحقاد قلب المرء و تجعله يؤذي من هم من صلبه هناك تكون الفاصلة بين العاقل و المجنون و المجنون سيحرص حتما على جعل من حوله مجانين كي يرضي نفسه المريضة ح...