ابتسم بسعادة عندما أخبره والده أنه لن يذهب عند جده و سيسجله في المدرسة لذلك لن يكون مضطرا للبقاء عنده أو التعلم على يد ذلك المعلم القاسي أبدا ...
أمسك يد والده متحمسا ليركبا السيارة و ما إن لمح المدرسة حتى ضحك سعيدا ليفلت يد والده قائلا بمرح "أريد اللعب مع أولئك الأطفال بابا!! جدي لا يحب أن ألعب مع أحفاد أصدقائه لذلك سأستمتع!!"
تركه هناك مبتسما ليقبل جبينه و صعد إلى مكتب المدير لتسجيله بينما الصغير يلعب سعيدا لو لم يشده أحدهم من شعره فنظر بفزع للفاعل قبل أن يشحب وجهه لرؤية معلمه الذي جرّه للحديقة الخلفية و أخرج عدة حقن يحقنه بها في مختلف أوعيته الدموية ليقع الصغير فجأة من طوله و يتمسك بالأكبر هامسا بألم "بـ برد ... برد ... معلمي!!"
بدأت أطرافه الصغيرة تبرد ليضحك الآخر و يحمله نحو قبو المدرسة و يدخله في أحد الخزنات و يغلق عليه رغم أن الصبي يبكي بقوة من الألم الغريب و من خوفه من ما ينوون فعله به لأنه رغب فقط في الدراسة ككل الأطفال في الكرتون ...
انقلبت المدرسة من بحثهم عن الطفل ليغضب الأب حقا و يتصل بالشرطة التي وجدته في نهاية اليوم الثاني متجمدا بالكاد يتنفس و يحتضن قطعة سكاكر كان سيعطيها لمعلمه عند العودة فقط كي يودعه لكنه تحطم حقا مما حصل ...
تم نقله إلى المشفى سريعا ليفزع الطبيب من برودة أطرافه و يدخله للفحص تاركا الأب المنهار الذي يشعر بالندم على عدم أخذ طفله للتتزه معه بل تركه لوالده و تعلق به أكثر منهما فهو لم يسامحهما حتى بعدما حملت أمه بأخيه و رغم فرحته الكبيرة وقتها إلا أنه بمجرد العودة من عند جده أصبح يتواقح معهما تدريجيا حتى أنه أحضر المعلم للمنزل فقط كي لا يتغيب عن دروسه لكن كآبة طفله زادت فقط ...
نظر لزوجته التي تمسك بطنها متألمة ليتنهد و يساعدها على الجلوس قائلا بحنان "سأحضر كريس من المدرسة و أعود ... لا تتحركي من مكانكِ أديل!!"
ودعته بحزن قلقة على طفلها فقد حذرتها حماتها من تركه عند جده فهو مجنون و لا بد أنه يؤذيه لكنه لا يزال يتحكم في حياتهم حتى بعدما أنجبوا له الوريث و لا يبدو سعيدا به في التجمعات حتى أن تصرفات طفلها البلهاء منذ عاد لهم بعد حملها ليست شيئا طبيعيا أبدا ...
دخلت غرفته تمسح بحنان على شعره لتنتبه أخيرا نحو الجراح عليه و ترغب في الاتصال بالأب لكنها صُعقت تماما من ظهور والد زوجها أمامها يوجه مسدسه نحو الطفل قائلا ببرود "إذا نطقتِ بحرف لديريك سأقتله هو و هذا الطفل الذي في بطنكِ و أجبره على إعادة الزواج بتهديده بكِ و بذلك العالة التي في منزلي!! هكذا أجعله قويا فلا تحاولي التذاكي عليّ أديلين!!"
أنت تقرأ
تشابهٌ مميت || deadly resemblance
Teen Fictionحين يصل الهوس بموقف تافه إلى حد الأذى و التملك حين ينتقل الأذى للأبرياء قبل أن يولدوا حين تعمي الأحقاد قلب المرء و تجعله يؤذي من هم من صلبه هناك تكون الفاصلة بين العاقل و المجنون و المجنون سيحرص حتما على جعل من حوله مجانين كي يرضي نفسه المريضة ح...