يقفان بصدمة أمام زوج أمهما الذي ينقل لهما خبر وفاتها في حريق كبير اِلتهم كامل الدفيئة التي تقضي وقتها فيها فتقدم أصغرهما منه يتمسك بقميصه صائحا بألم "أرجوك قل أنها مزحة!! أرجوك يا عم!! بقيت ثلاث سنوات فقط لأراها فلماذا رحلَت عني؟! أنا أحلم برؤيتها كل ليلة ... أ أرجوك أجبني!!"
عانقه المعني بصمت لينفجر الفتى بالبكاء و يشد عليه أمام أنظار أخيه و ابن أخيه القلق الذي سأل أباه مرتبكا "بابا هل يعني هذا أن جدتي لن تأتي من أجل عمي؟! ماما تأتي دوما من أجلي حتى عندما أكون طفلا سيئا فلماذا هربت جدتي منـ!!"
صُدِم حقا من عناق والده له و هو منهار من وقع الصدمة لأنه لم يصدق أباه عندما قال أنه قتلها فبادله الصغير هامسا بقلق "بابا أنت قويّ لا تبكِ!! مـ ما الذي حصل؟! هل ... هل مات جدي؟!"
استغرب الأكبر أن أول ما يسأل عنه ابنه هو موت جده و بتلك النبرة المترجية لكنه نفى ذلك حزينا و أجابه "كلا صغيري!! إنها جدتك و سنذهب للجنازة غدا!! رافقني!!"
سار معه مرتبكا ليسأله قلقا "هـ هل ستجهزني لحضور حفل آخر بابا؟! أ أنا أكره الحفلات و لا أريد أن أكون الوريث!!" ... تذكر الأكبر حديث أمه عن تصرفات الصغير الطائشة في الحفلات فسأله متشككا "لماذا تكرهها كارل؟!"
أشاح بوجهه حزينا و دخلا الغرفة ليكتفي باللعب مع أخيه حزينا فكلمات معلمه تَرِنّ في رأسه فما يخطط جده لفعله به أبشع مما تخيّله ...
تساءل حزينا عما سيحدث له حتى يتمكنوا من نقل منصب الوريث لشقيقه و أنه سيكون تحت إمرته و مخفيّا عن الجميع أو سيقتلونه إن لم يكن دمية مطيعة ...
قلقت الكحلية بشدة على طفلها كثير الشرود فمدت يدها لتمسح على شعره ليفزع و يحيط رأسه بيديه دون وعي حتى انتبه لهويتها فأنزل ذراعيه حزينا ليسألهما مع كل ذرة ألم داخله "لماذا أنجبتماني كأداةٍ لإنقاذ عمي و لا تهتمان بي؟! ألا أعني لكما أكثر من منصب الوريث الذي لا أريده؟!"
تجمدا مكانيهما ليحاول والده اللحاق به لكنه ركض للخارج لو لم يصطدم بسيقان جده الذي تجاهله تماما و هو يجرّ ابنه الأصغر من ذراعه ليلقيه على أخيه و يحدث الأخير ببرود "لا تظن أن موتها شفى غليلي لذا لو أخبرتم أحدا في الجنازة أنكما أبناؤها أو حتى حاول هذا اللعين البكاء و ناداها بأمه فأنا سأقتل ابنها الآخر و آخذ كارل لتربيته عندي و لن تروه!!"
جحضت عينا الصبي و خمّن أنه قتلها لأخذه دون حاجة التمثيل فلم يتحمل أكثر و فقد توازنه لينتبه له والده الذي حمله و أكمل حديثه مع جده غاضبا "الآن و قد ماتت ستكون هذه آخر مرة لك تتحكم فيها بحياتنا أبي ... لقد تماديت كثيرا و بالنسبة لكارل فهو ابني أنا و قد أصبح يكرهنا حرفيا و متعلقا بك لذا لا تفكر في أخذه مجددا لا هو و لا حتى كريس ... سأبذل جهدي في العمل و لن أقطع علاقتي معك لكنك لن تقترب من عائلتي فقد أبعدتهم عني و خصوصا طفلي!!"
أنت تقرأ
تشابهٌ مميت || deadly resemblance
Jugendliteraturحين يصل الهوس بموقف تافه إلى حد الأذى و التملك حين ينتقل الأذى للأبرياء قبل أن يولدوا حين تعمي الأحقاد قلب المرء و تجعله يؤذي من هم من صلبه هناك تكون الفاصلة بين العاقل و المجنون و المجنون سيحرص حتما على جعل من حوله مجانين كي يرضي نفسه المريضة ح...