الفصل الثامن

180 17 1
                                    

حملت صغيرها الباكي تضمه في صدرها لتضحك على هدوئه و تلاعبه مسرورة ثم تجهز نفسها و صغيرها اللطيف مع كريس لتأخذهما إلى الحديقة العامة كي يلعبا مع الأطفال فالأصغر يتعلم المشي بالفعل ...

سارت به حول الملعب قليلا و هو يضحك و يمسك أي شيء حتى رأى جده المقبل نحوهما فصاح بلهفة و بدأ يمد جسده نحوه ليضحك الأكبر و يأخذه مقبّلًا كل إنش في وجهه وسط تلك الضحكات البريئة التي لفتت انتباه الصغير الكستنائي الذي اقترب حزينا و هو يرى أباه يدلل غيره بينما هو لم يتلقّ و لو قبلة واحدة منه ...

انتبه له الأكبر ليزفر منزعجا و يخاطب الأم ببرود "سيبقى معي حتى تكملي أعمالك و يحضره ديريك بعد الاجتماع"

شكرته مسرورة و قد انزاحت مخاوفها على صغيرها لتأخذ الصبي الآخر نحو بيت صديقه كي يلعب و تمر عليه مساءً عندما تنتهي ...

تنهدت للحزن الواضح على محياه فقبلت جبينه بحنان قائلة "سيأتي اليوم الذي لن تحتاج حنانه عزيزي!! العمة تبذل ما في وسعها و ديريك كذلك ... نحن نريدك فقط ألا تقترب منه كي لا يؤذيك!!"

همهم لها شاردا و أخذ لعبته الإلكترونية يلعب مبتسما فهي هدية من أمه تمكن شقيقه من إدخالها له دون أن يكتشف والدهم ذلك ...

ودعها عندما وصل منزل صديقه لتلوح له و ما إن دخل حتى زالت ابتسامتها و استحالت حزنا عميقا فهو طفل لطيف حقا و لا يستحق أبا بقسوة والده ...



.....
..............
.......................

أطفأ شموع كعكته الثلاث بسعادة وسط تصفيقات عائلته ليعطيه جده الهدية مسرورا فيبتسم بفرح للألوان الكثيرة و المسدس المائي ليصيح متحمسا "ددي!! دديييي!!"

ضحك الجميع عليه ليقبل الأطبر جبينه بحنان و يعود لمقعده فيسلم كل واحد هديته إلى الصغير و ما إن حان دور عمه حتى نهض الأخير متحمسا من جانب والده الذي كان يفتح أغلى قارورة نبيذ يملكها فوقعت من يده و انكسرت لينظر بغضب للصبي الخائف و يصفعه بقسوة بالغة صارخا بغضب "لا أريد رؤية وجهك مجددا أيها العالة!!"

أنهى كلماته برمي الكأس على طفل التاسعة الذي انهار من البكاء فيرحل الأكبر و يعتدل الصغير حابسا شهقاته ليحدث أخاه المتعب بألم "أ أخي أنا آسف لإفساد الحفلة ... أ أكملوا من دوني!!"

صعد حزينا للغرفة متمنيا معرفة وجه والدته كي يشتكي لها بدلا من إقلاق شقيقه الذي يستمر في التضحية من أجله ... حاول بيأس إزالة الزجاج من يديه دون فائدة ليذهب إلى الشرفة و يسترق النظر نحو أبيه الغاضب الذي ركب السيارة ...

تشابهٌ مميت || deadly resemblanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن