جلس في القسم مع معلمه و معلم آخر بينما يجيب إجابات خاطئة كما أمره الأول كي لا يؤذيه جده فتوقف قليلا يحدق بأبيه القلق في الخارج و هو يعض على أصابعه ندما على إهماله له و يظنه تعلق بجده أكثر منه و أهمل دراسته بعدما كرههما فأخفض الصغير رأسه بأسف معتذرا و سلم الورقة بإجابات خاطئة رغم أنها المدرسة السابعة عشر التي سترفضه مثلما فعلت سابقاتها ...
أخذ المعلم الآخر الورقة ليستغرب الإجابات و يخرج نحو الأب قائلا بانزعاج "سيد جونسون ألم تعلموه حتى الإملاء الأساسي؟؟ أتدرك معنى أنها ستكون معجزة لو تم قبوله في الصف الأول الآن في منتصف السنة؟!"
نظر الأكبر بصدمة للإجابات فهي تبدو لطفل لا يجيد قراءة الأسئلة أساسا فنظر لابنه بغضب كبير و حمله قائلا "سيد ألفريد سيعيدك السائق لمنزلك ... اللين لن ينجح مع كارل أبدا لذا ستتوقف دروسه المنزلية للأبد و سأشرف بنفسي على تدريسه في الشركة فقد جعله أبي مدللا فوق اللازم!!"
أخذ الصغير الخائف ليركب سيارته و يذهبا إلى البحر حيث تركه جوار الأطفال و جلس هو يضم جسده إليه مرهقا فبعدما اطمأن على أخيه أخيرا و بدأ يتفرغ لطفله يصدم به مدللا لا يصلح لشيء و وقحا لا يريدهما كأبوين ...
تردد الصغير من طول فترة انكماش أبيه على نفسه فتشجع و أخرج قطعة سكاكر أعطتها له الخادمة عندما ضربته على إصابته كي يصمت و تقدم منه بتوتر شديد و مسح على شعره قائلا بحزن "هذه من أجلك بابا!! أ أرجوك لا تبكِ!!"
رفع الأكبر نظره إليه متألما و صاح فيه دون أن يشعر "ما الذي ينقصك حتى تصبح هكذا؟! ما الذي عليّ فعله كي أستعيد كارل الذي أحبه؟! لماذا أصبحت هكذا؟! أنا أضحي بكل شيء لأن أبي يحبك و لن يؤذيك و أنت تتحايل و ترفض الإجابة على الأسئلة ... هل أنت غبي أم أنك تتغابى!!"
خاف الفتى بشدة فهي أول مرة يصرخ فيها والده بوجهه دون أن يستفزه فبكى بصمت و أومأ نفيا ليأخذ هاتف الأكبر و يكتب له "لا أستطيع إخبارك شيئا بابا!! أنا حقا أخاف!!"
بدأ الشك يغزو قلب الأكبر فشده من يده و عادا سيرا إلى البيت دون أن يشعر بالطريق الطويل أو بألم طفله من قبضته المحكمة و من طول الطريق ...
توقف يلتقط أنفاسه لينتبه أخيرا لطفله الذي يحبس أنفاسه كي يكتم بكائه خوفا منه فهو يشبه جده و يذكره به كثيرا فارتبك الأكبر لأنه لو كان أخاه مثلا لصرخ أو بكى لكن ابنه يبدو كالمعتاد فعلا فزاد غضبه متهما أباه ليدخل غاضبا و يتبعه الصغير الباكي الذي صعد لغرفته و ارتمى على الفراش منهارا بالبكاء حتى نام مرهقا ...
استيقظ هذه المرة على أمه التي توبخ والده على الصراخ عليه ليبكي بقوة و يغلق على نفسه حتى دخل والده مع نظرات باردة ليجبره على الوقوف قائلا "إلى كرسيك!! سأجهزك للإختبار بنفسي!!"
أنت تقرأ
تشابهٌ مميت || deadly resemblance
Teen Fictionحين يصل الهوس بموقف تافه إلى حد الأذى و التملك حين ينتقل الأذى للأبرياء قبل أن يولدوا حين تعمي الأحقاد قلب المرء و تجعله يؤذي من هم من صلبه هناك تكون الفاصلة بين العاقل و المجنون و المجنون سيحرص حتما على جعل من حوله مجانين كي يرضي نفسه المريضة ح...