الفصل الرابع عشر

82 11 0
                                    

استيقظ هلعا على صفعة من جده ليعتدل بفزع و يشحب وجهه حال رؤيته ليقف بسرعة و يحييه "صـ صباح الخير جدي!! سـ سـ سأتجهز سريعا!!"

همّ بالركض نحو خزانته لكنه استغرب الظلام فالتفت له محتارا و تجهز بسرعة ثم عاد له صامتا في ترقب تام ليقرفص أمامه محدقا في لون عشبيتيه قبل أن يتمتم منزعجا "في كل التفاصيل!! تعال"

تبعه الصبي خائفا ليسيرا في الليل فيتردد طويلا و يسأله "أ أيمكنني إمساك طرف ثوبك جدي؟! الظلام مخيف حقا!!"

ركله على بطنه بقسوة و أكمل سيره ليقع الصغير أرضا و يتلوّى من الألم ثم يركض جهته سريعا يكمل السير ممسكا بطنه المتألمة كي لا يفقد أثره و يتألم أكثر ...

وصلوا المنزل الذي يكرهه ليدخل حزينا و يتبع الأكبر بهدوء حتى وصلوا إلى الغرفة التي تركها معلمه مرة مفتوحة و رأى السلاسل فيها فخاف بشدة و ابتعد هلعا لكنه شدّه من شعره إلى الداخل و يعلّقه من أطرافه على الجدار ثم يدخل غرفة أخرى بابتسامته الخبيثة ...

أخرج حقنة ما و حقنها في الجسد المستلقي على السرير قائلا بمكر "ستبدأ الآن سمفونية حلوة من صراخ ذلك الفتى و من الآن فصاعدا لن أسمعها لوحدي!!"

نزع عصابة العينين عن ذلك الشخص و وضع له شاشة كبيرة تعرض ما يحدث في الغرفة المجاورة ثم خرج نحو الفتى الخائف يسأله مرحا "هل نلعب فقرة الأسئلة قبل أن نبدأ صغيري؟!"

همهم الفتى خائفا فيبدأ مستمتعا "ما هو سبب كل ما تعيشه صغيري؟! ... و لماذا لا أحبك مثل إليوت!!" ... لمس سؤاله الوتر الحساس عند الصغير الذي اغرورقت عشبيتاه من الدموع و هو يجيب متألما "لأنني أشبه جدتي!! أ أنا حقا لم أرغب في ذلك جدي!! يـ يمكنني صبغ شعري و تلوين عيني لذا حررني!! أنا حقا أتألم كل يوم جـ!!"

قطع له كلماته برصاصة جوار رأسه فيخفض الفتى رأسه بألم و يعض على شفتيه خائفا من أن يغضب منه لو بلل سرواله ...

لم يرحمه جده في تلك الليلة و ضربه بقسوة حتى بحّ صوته حرفيا و صار يجاهد نفسه لإخراج صوت واحد غير مدرك لاستمتاع جده بذلك ...

فك عنه السلاسل ليقع منهكا فيريه جده قارورة الماء لكنه انكمش على نفسه خائفا من أنه مقلب و يضع له المسهل فيه فيجعله يترجاه من اجل الحمام فقط أو يعاقبه إذا وسّخ المكان ...

ضحك الأكبر عندما فهم نظرته فشرب من القارورة أمامه و وضعها أرضا ليشرب الصغير متلهفا و يجاهد نفسه للوقوف دون فائدة فهو يترنح و يقع حتى وصل للحائط فاستند عليه بأذرع دامية لكنه خرج و تركه فجلس بإرهاق يجاهد لاصدار صوت دون فائدة ليقلق بشدة و يفكر في كيف يخفي ذلك عن والديه ...

تشابهٌ مميت || deadly resemblanceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن