الفصل السادس عشر
«إحنا كدا هنعمل إيه في الليلة دي؟»
تجمع الإخوة الثلاثة في صالة المنزل ومعهم أختهم «حسناء»، وكذلك والدتهم «أم حسان» الجالسة على إحدى الأرائك شاردة الذهن.
كان الليل قد حل بالفعل، والضيوف جميعهم قد رحلوا. فبدأوا النقاش حول ما حدث منذ بضع ساعات.
عقد «حسين» ذراعيه في حيرة من أمره، ولم تختلف حيرتهم جميعاً عن حيرته بشأن ما سيفعلونه.
تنهدت «أم حسان» محاولة أن تزيح الهموم عن بالها، فقالت بضجر:- «أنا ذات نفسي مش عارفة، أنا لو أعرف هقولك.»
ثم استطردت:
- «خالتكم دي، الله ما يحرمها من الهبل، كنت هروح في ستين داهية بسببها.»قالت «حسناء» باستغراب:
- «محدش فينا فاهمها، هو آه اللي عمله دازاي مش صح، بس منردش الغلط بغلط. هي المفروض تتصل بيكي دلوقتي، صح؟»- «المفروض.»
قال «حسان» مقترحًا:
- «غفليها في المكالمة زي ما يوسانو قالت لك.»التقطت «أم حسان» هاتفها من على المنضدة لتتفقد ما عندها من رسائل، فتتصل بها أختها «أمينة»، أو «أم حسام»، فورما فتحت هاتفها. ثم وضعت الهاتف على أذنها وتجيبها. تثرثر الأختان قليلاً على الخط، كما تثرثر الأمهات والخالات عادة.
«بقولك إيه، قتلتي الموكوس على عينه؟»
قالت لها «أم حسام» متسائلة.ردت:
- «أنهي موكوس؟ أصلهم كتير اليومين دول.»
- «وهو فيه غيره؟»- «أنا كدا عرفت يعني؟»
صمتت قليلاً ثم أضافت مدركة:
- «آه... تقصدي دازاي يعني؟»- «لا أقصد أمي! أميرة أنا مش ناقصة استعباط من أولها، خلصي وقولي لي: اتنيلتي قتلتيه ولا لا؟»
- «أيوه قتلته، وطلعت عينه كمان عشان خاطر عيونك. أصلي عارفة إنك مش طايقاه. أتاري الوكالة لافة عليه إسكندرية كلها.»
تبادل «حسين» و«حسناء» النظرات، ثم قهقه الآخر محاولاً أن يكتم ضحكته، ولم يختلف حاله عن حالها.
لم تثق «أم حسام» في كلام أختها، فرفعت حاجبها وهي تسأل:
- «صوري لي جثته وابعتيها على الواتس آب.»سكتت «أم حسان» لأنها لم تجد رداً تقوله لشقيقتها. وما زال الاثنان في حالة من الضحك. همس لها «حسان» مقترحًا:
- «قولي لها إنك دافناه ونسيتي مكان الجثة.»رفعت «أم حسان» كتفيها فما باليد حيلة، فأجابت أختها بما اقترحه «حسان». لاحظ أخواه اللذان يضحكان على ما يحدث بينهما فقال:
- «وطوا صوتكم شوية، أحسن خالتي تسمعكم.»عقد «حسين» ذراعيه في انزعاج:
- «أدينا سكتنا، أما نشوف آخرتها.»***
أنت تقرأ
|| ترحال وكالة || An Agency's Trip || ◇
Adventureدازاي، كونيكيدا، يوسانو، أتسوشي، وتانيزاكي. خمسة يابانيين من وكالة التحري المسلحة، ذهبوا لمصر المكناة بأم الدنيا، بحثًا عن "رانبو"، جوهرة الوكالة الضائعة التي لربما تتداعى بدونها. وفي رحلتهم الطويلة في البحث بين محافظات مصر المتنوعة، لا أحد يعلم ما...