{ كَهْرَبَة! شِدّ الكُوبس }

38 4 5
                                    


تتزايد برودة الجو في الطابق الثالث رغم فصل الصيف، كما يتصاعد التوتر بين النزلاء في الفندق الآن. جميع كاميرات المراقبة مكسورة، ولا يوجد أي دليل على المتسبب بهذه الفوضى، كما تلفت بعض أبواب الغرف في الأرجاء.
يدوي في الطابق صوت خطوات أقدام تجري بأسرع ما يمكن هربًا من العدو، وتعالى لهاث «لوجي» المتعب من الركض. ومع كل خطوة، تلتفت سريعًا لتتأكد من ملاحقها.

أمسكت بالسماعة المثبتة على غطاء رأسها الوردي، وتكلمت فيها تسأل من يسمعها:
«فؤاد... اتأكد لي كده، هو دازاي قريب مني؟»

«أيوه، قريب وجاي لكِ أهو. ادخلي أقرب أوضة أو ركنة واستخبي بسرعة.»
أجابها رفيقها «فؤاد» من السماعات وهو يراقبها من جهاز تتبع، ثم أضاف محذرًا:
«ما تطلعيش الدور الرابع دلوقتي. حودة بيتصرف فوق مع بقية الوكالة، عشان كده بقولك استخبي في أي ركنة.»

انطلقت «لوجي» في الجناح الأيسر من الطابق واختبأت وراء سلة ما، ثم أخرجت حقيبتها ذات اللون المطابق لغطاء رأسها، وبدأت تبحث باستعجال عن مسدس. وجدته، لكن للأسف لم تكن لديها طلقات، فتأففت بغضب واضطراب وهي تتأكد من خلو المكان يمينًا ويسارًا. توترها المستمر شتتها عن سماع صوت خطوات «دازاي» القريبة.

«يا زفتة، الزفت التاني بيقرب! اهربي بسرعة!»

فزعت «لوجي» من صراخ رفيقها عبر السماعات، الذي كاد أن يثقب طبلة أذنها. صاحت هي الأخرى معتقدة أن صوتها منخفض، لكن صوتها تعالَى بدون قصد:
«وأنا أهرب إزاي إن شاء الله؟!»

غطت فمها سريعًا عندما أدركت خطأها الغبي. ربما «دازاي» قد سمعها الآن. واصلت مراقبة الممر بعينيها، متأكدة من وجوده. وبعد لحظات، شعرت بشيء يقترب من رأسها، بينما كان «فؤاد» لا يزال يصرخ في أذنها.

نظرت بتوتر إلى ما بجانبها، فوجدت مسدسًا مرفوعًا إلى رأسها بواسطة يد مضمدة. رفعت عينيها قليلًا لترى «دازاي» مبتسمًا بمكر، قائلاً بينما يضغط على الزناد بتريث:
«نهارك لذيذ.»

أُطلِقت طلقة من مسدسه، فابتعدت «لوجي» عنها وركضت هاربة، وتبعها «دازاي» بكل ما لديه من قوة. انعطف الاثنان يسارًا، وأخذ «دازاي» يطلق النار بتهور. استطاعت أن تتفادى بعضها، لكن إحدى الطلقات أصابت كتفها، ثم تعثرت وسقطت على الأرض.

وجدت نفسها في موقف حرج، شعرت أنها لا تستطيع الركض أو فعل أي شيء إطلاقًا. تمنت لو أنها تستطيع الهروب من تلك المشكلة بأي وسيلة. قيّد «دازاي» يديها ووضع مسدسه على رأسها مجددًا، مهددًا إياها بعدم التحرك.

طفح الكيل بـ«فؤاد»، فبدأ يضرب رأسه على الطاولة عند رؤيته «لوجي» في هذا المأزق، ثم صرخ بعصبية:
«سبتي الزفت ده يمسكك ليه؟!»

مسح «فؤاد» وجهه بخيبة أمل، وأعطاها تعليماته عبر السماعات:
«اصرخي، اعملي أي حاجة!»

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

|| ترحال وكالة || An Agency's Trip || ◇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن