{ جَلسَةٌ }

66 6 61
                                    


الفصل الثالث عشر

شعر «دازاي» بشيء من الحيرة تجاه ملامح «أم حسان» المرتبكة، ليس فقط لأنها مرتبكة، ولكن لأنه يتبادل معها الشعور نفسه. تساءل في نفسه وتحدثت إليه أفكاره: أين رأى تلك المرأة من قبل؟ 
قرر أن يصافحها بسرعة وينهي هذا الموقف الآن، فسألتهم «أم حسان» قائلة:

- «إيه رأيكم في كوباية شاي؟»

تبادل كل من «أتسوشي» و«دازاي» النظرات، فهم لم يفهموا ما قالته للتو، فشعر «حسن» بذلك ليجيب بدلاً منهم:

- «يا ريت والله يمّا، حاسس بصداع وأكل نفوخي.»

ثم أضاف قائلاً لفريق الوكالة:
- «إنتوا متعبّين نفسكم وواقفين ليه؟ ما تقعدوا.»

حسناً، لقد نسي «حسن» أنهم ما زالوا لم يفهموه، فضرب جبينه وأعاد ما قاله باليابانية:

- «اجلسوا يا رفاق، لا تتعبوا أنفسكم.»

حاول «أتسوشي» وبعضهم رفض العرض بأدب لعدة مرات، إلى أن شده «حسين» من قميصه وجعله يجلس على الأريكة، قائلاً بنفاد صبر:

- «لقد قال لكم اجلسوا للتو، الاحترام شيء جميل، ولكن ليس الزائد منه.»

جلس «تانيزاكي» أيضاً على الأريكة بملل.
- «حسناً حسناً، لا داعي لتعليقاتك الغبية.»

وبعد بضع لحظات، رمق «تانيزاكي» الطبيبة «يوسانو» الفاقدة لوعيها، ولاحظ سريعاً أنها بدأت تفتح عينيها تدريجياً، فأسرع أيضاً بإبلاغ جميع الموجودين.

- «يا رفاق! الطبيبة استيقظت!»

اعتدلت «يوسانو» في جلستها بتثاقل فور أن استعادت وعيها، وجدت «أتسوشي» و«تانيزاكي» يجلسان معها على الأريكة نفسها، فسألت:

- «هل خرجنا من المصعد؟»

أومأ «أتسوشي» برأسه.
- «أجل، خرجنا بحمد الله.»

اعتدل الثلاثة من مكانهم ليتركوا مكاناً للباقين ليجلسوا على الأريكة ذات الزخارف الوردية، وبجانبها من الجهتين أريكتان بنفس الشكل ولكنهما أصغر قليلاً.

حيث يجلس «أتسوشي»، «تانيزاكي»، «حسن»، و«يوسانو» على الأريكة الكبيرة، بينما يجلس «كونيكيدا» و«دازاي» على الجانبين. وأخذ كل من «حسين» و«حسان» كرسيين صغيرين لهم.

وأمام الأريكة طاولة صغيرة مفروشة، ويقع في إحدى الأركان موزع مياه، أو بالاسم المتعارف عليه «كولدير».

غرفة المعيشة -أو الصالة- ليست كبيرة أو صغيرة، لكنها كانت بسيطة بعض الشيء. فحص «أتسوشي» بعينيه أركان الغرفة بأكملها، ومنهم الحائط الذي اتخذ من الحمرة لوناً، وذو أطراف بيضاء وكذلك سقفه.

|| ترحال وكالة || An Agency's Trip || ◇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن