{ جَلسَةّ - الجُزءُ الثّانِي }

62 5 43
                                    

الفصل الرابع عشر

«أنا هعد... واحد... اتنين... تلاتة»

قبل مرور أربع سنوات في مدينة «يوكوهاما»، كان «حسن» ذو الخمسة عشر عامًا يعد بجوار شجرة في فناء المنزل، حيث يلعب الغميضة مع أخيه الأصغر «حسين» وابن خالته «حسام» اللذين ألحّا عليه ليلعب معهما. أسرع الصغار ليختبئوا في أركان المنزل.

ركض «حسين» تجاه المطبخ ليختبئ تحت السفرة، فتلاحظه «حسناء» التي كانت تعد صينية من كعك الشوكولاتة اللذيذ.

- «بتعمل إيه يا حسين هنا؟»

وضع «حسين» المختبئ إصبعه على شفتيه هامسًا:
- «حسن هيقفشني، بنلعب خلاويص»

دخل «حسن» المنزل وبدأ يبحث في المكان، فصمت «حسين» لكي لا يكشفه. بدأ يبحث في غرفة المعيشة عن هذين الاثنين، ليظهر الصغير «حسام» الذي كان مختبئًا وراء الأريكة ويركض للفناء.

لحق به الأكبر سنًا ليحاول الإمساك به. كاد «حسام» يصل للشجرة -أو مكان القمة- ولكن «حسن» أمسك به وجذبه من قميصه، فسقط الاثنان على الأرض.

ضحك الاثنان بعفوية، فقال «حسن» بابتسامة:
- «قفشتك»

نفخ «حسام» وجنتيه غضبًا.
- «مينفعش كده، أنت عارفني مبعرفش أمسككم»

- «ما أنت مبتعدش كتير يا حسام، متجرب مرة»
ثم استطرد وهو يصيح:
- «اطلع يا حسين، أنا مسكت حسام»

وبالفعل، خرج «حسين» من تحت السفرة وهرول بحيوية تجاه الفناء ليقابل أخيه وابن خالته. جلس على الأرض الخضراء ليسند على يده، قائلاً:
- «مسكته إزاي أصلاً؟»

أجاب «حسن»:
- «لقيته طلع من ورا الكنبة جري ومسكتُه»

مدّ «حسام» يده لـ«حسين» طالبًا أن يصافحه، ولكن لم يعلم الآخر أنه سيوقعه في فخ صغير.
رأى الآخر أنه يمد يده له فصافحه، فقهقه «حسام» مشيرًا للشجرة:
- «البس يا عم، أنت اللي عليك الدور»

لوّح «حسين» بيديه غضبًا قائلاً بتذمر:
- «أخ، الحركة دي إزاي نسيتها، يالا يا سحلوب أنت»

نهض «حسام» وركض، وركض وراءه «حسين» محاولًا أن يمسك به، بينما ضحك «حسن» عليهما ونهض ليلحق بهما، ليغدو الثلاثة مهرولين حول المنزل بأكمله، ثم صعدوا للطابق الأعلى حيث غرف الجميع.

قبض «حسين» على كتفي «حسام» ليمسك به، فتعثر الاثنان مرة أخرى وسقطا، وملأت ضحكاتهما التلقائية المكان.
تسلل في أنوفهم عبق كعكة الشوكولاتة التي أخرجتها «حسناء» من الفرن للتو. قالت بصوت مدوٍ في المنزل:

- «اللي عاوز ياكل ييجي»

«أنا جاي طبعًا!»

هتف «حسام» راكضًا للطابق السفلي، وتبعه «حسين» و«حسن»، حيث جلس الثلاثة على كراسي خشبية، ووضعت «حسناء» الكعكة على السفرة، لتضيف بعض الزينة عليها بكل حب.

|| ترحال وكالة || An Agency's Trip || ◇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن