«النجدة...»همست الفتاة بصوت مبحوح، وكأن الكلمات تخرج بصعوبة من بين شفتيها المرتجفتين، بينما كانت دموعها تسيل بلا توقف على وجنتيها. رفعت يديها المرتجفتين لتخفي وجهها المتعب من البكاء.
شعر «تانيزاكي» بالارتباك، وعقله كان يتساءل: «ماذا أفعل؟ كيف يمكنني مساعدتها؟» لكنه لم يجد إجابة سوى أن يعطيها المنديل، متمنيًا أن يخفف ذلك من حزنها ولو قليلاً.
«ما الخطب يا آنسة؟ سنحاول مساعدتك.»
- «أنا مختطفة... ليساعدني أحد منكم.»
مال الآخر رأسه في تعجب مما قالته. كيف يا ترى تكون مختطفة وهي جالسة أمامهم الآن أمام أعينهم؟ صمت لبضع دقائق في بلاهة وهو يتبادل الأنظار مع رفاقه الأربعة.
- «أمم رفاق... ماذا أقول لها؟»
رفعت «يوسانو» كتفيها كونها هي أيضًا لا تعرف شيئًا.
- «ليس لدي أدنى فكرة، اسألها.»
نقر «تانيزاكي» للحظات وسألها مرة أخرى:
- «إذًا... قولي لنا اسمك وسنساعدك.»- «سندس... أدعى سندس.»
قالت ذلك وبكاؤها قد خف قليلاً. كانت على وشك إخراج شيء من جيبها، إلا أن «دازاي» تدخل بينهما ودفع «تانيزاكي» من أمامه ليسقط أرضًا. جثا على ركبة ليصل إلى مستواها، فهتف بمرح:
- «أعلم ما الذي سيحل مشكلتنا، آنسة سندس... بما أننا أمام البحر الآن ستكون فرصة جميلة للانتحار الأجمل.»
ثم أضاف وهو يمسك بيديها:
«أليس كذ...»صمت «دازاي» قليلًا وكأنه انقطع لسانه، لكن عيناه وعينا البقية اتسعتا في دهشة. أشع نور أزرق حول الرسامة «سندس» وها هي تتلاشى تدريجيًا من أمامهم وكأنها ذرات تراب. التفت ذو الضمادات إليهم قائلاً في دهشة:
- «أرأيتم ما رأيته؟»
أومأ الجميع برؤوسهم ودهشتهم لم تختلف عنه، فقال «أتسوشي» مشيرًا إلى الكرسي الخشبي حيث كانت تجلس:
- «أيعقل أنها قدرة؟!»
نهض «تانيزاكي» من على الأرض ونفض التراب عن نفسه.
- «ليس هناك تفسير سوى هذا، ولكن كيف...؟»- «من الممكن أنها استعملت قدرة ما كي تطلب العون من أي أحد من المارة...»
بدا على «دازاي» شيء من شرود الذهن، تمعن النظر في الأرض حيث كانت أدوات الرسم الخاصة بها، ورأى هاتفًا محمولًا بالقرب من الكرسي، ثم نظر إلى اللوحة التي كانت ترسمها... كان مرسومًا فيها مبنى بدا مألوفًا جدًا.
أردف «تانيزاكي» قائلاً بحيرة:
- «ولكنها كانت ترسم هنا بدون أن تنطق حرفًا.»- «رفاق... ألقوا نظرة على هذا.»
أنت تقرأ
|| ترحال وكالة || An Agency's Trip || ◇
Phiêu lưuدازاي، كونيكيدا، يوسانو، أتسوشي، وتانيزاكي. خمسة يابانيين من وكالة التحري المسلحة، ذهبوا لمصر المكناة بأم الدنيا، بحثًا عن "رانبو"، جوهرة الوكالة الضائعة التي لربما تتداعى بدونها. وفي رحلتهم الطويلة في البحث بين محافظات مصر المتنوعة، لا أحد يعلم ما...