الفصل الثاني عشر
حاول "كونيكيدا" أن يستجمع أعصابه ليحل المشكلة معهم رغم توتره الشديد، ولم يستطع أن يجد زر الطوارئ من ظلام المكان، ولكن زر الطوارئ لن يعمل في جميع الأحوال، لأن الكهرباء انقطعت. كان سيجلب "كونيكيدا" الكشاف، ولكنه نسى أنه أعطى الكشاف لتانيزاكي."حسن، حسن اصحى"
قالها "حسين" المرتبك، محاولًا أن يوقظ أخاه الفاقد لوعيه، وكادت أعصابه تنفجر من التوتر المشحون في أنحاء المصعد، وينبض قلبه من عروق الذعر، خوفًا من أن يحدث أي مكروه، فصرخ لذو النظارات قائلاً:
- "كونيكيدا ماذا تفعل؟! الكهرباء مقطوعة، الزر لن يعمل!"
"طب نعمل إيه في الزنقة المهببة دي؟"
قال "حسان" لأخيه الأصغر، وهو يفرك رأسه محاولاً البحث عن حل. كان سيجيبه الآخر، حتى سمعوا صوتًا مألوفًا يبدأ بالصراخ من بعيد، لا عجب، كان صراخ "أتسوشي".
"أتسوشي، أنت بخير؟!"
صرخ ذو النظارات، معليًا صوته أملًا في أن يسمعه، بينما شرع "حسان" في ضرب باب المصعد، ولكن "أتسوشي" لم يجيبهم، فقط لم يفعل شيئًا سوى الصراخ والبكاء، قائلاً:
- "دازاي-سان، ألم أقل لك إن هذا المكان مخيف؟!"
ولكن، هل يظهر أن "دازاي" يأخذ الأمر بجدية؟ لا أظن ذلك، حيث شرع بالتصفيق بمرح بكلتا يديه، ونفس المرح يظهر على صوته.
- "مرحى! سنقع ونختنق في المصعد، لن يكون انتحارًا مزدوجًا، سيكون انتحارًا رباعيًا! فو فو فو"
أمسك "تانيزاكي" شعر رأسه بقوة، وهو الآخر يشعر بالقلق والتوتر.
- "دازاي، هذا ليس وقت مزحاتك الانتحارية! ألا ترى حالنا؟!"
"أوبس، آسف"
أخرج الأصهب هاتفه، وصاح ليسمعه الآخرون من المصعد الثاني.
- "يا رفاق، هل تعلمون رقم الطوارئ؟"
أجابه "حسان" وهو يصيح أيضًا.
- "المشكلة هنا أنني لا أتذكره"
"سحقًا، ما العمل إذن؟"
- "حاولوا أن تطرقوا الباب بقوة عسى أن يسمعكم أحد"
شرع "أتسوشي" في طرق باب المصعد بتهور وبكلتا يديه، بينما يسند "دازاي" ظهره على الحائط ويعقد ذراعيه قائلاً:
- "أظن أن أحدًا لن يفهمنا هنا"
تحركت "يوسانو" مروحتها، ونظرت عيناها له بملل.
- "أهذه هي مشكلتك؟ على الأقل سيسمعنا أحد"
وأضافت لكلامها، وحركت مروحتها أسرع من ذي قبل، وعلت أصوات أنفاسها أكثر فأكثر.
أنت تقرأ
|| ترحال وكالة || An Agency's Trip || ◇
Aventuraدازاي، كونيكيدا، يوسانو، أتسوشي، وتانيزاكي. خمسة يابانيين من وكالة التحري المسلحة، ذهبوا لمصر المكناة بأم الدنيا، بحثًا عن "رانبو"، جوهرة الوكالة الضائعة التي لربما تتداعى بدونها. وفي رحلتهم الطويلة في البحث بين محافظات مصر المتنوعة، لا أحد يعلم ما...