{ إجْتِمَاعٌ آخَر }

129 18 21
                                    

تشتد قبضة "كونيكيدا" على ياقة ذو الضمادات، فقط النظر لوجهه يجعل دمه يزداد غلياناً.

"ألا تدرك خطورة هذا؟؟"

لم يرد ذو الضمادات على أي شيء مما قاله زميله المستاء، لم يفعل شيء سوى السكوت والتأمل في وجهه قليلا، ثم دفع يده بعيدا عنه، واكمل طريقه لمكتبه.

"أنا ادرك جيدا خطورة هذا بالفعل يا كونيكيدا.."

.
.
.

*الفصل السابع*

جلس "دازاي" على مكتبه، ويسند خده على يده النحيلة، احسّ ببرودة الهواء على وجهه الذي أخذ يتلاعب بخصلاته البنية،
ويتأمل أضواء المباني التي تتلألأ وتنير ظلام الليل في "يوكوهاما".

اتكئ جسد ذو النظارات الثقيل على الباب الخشبيّ، يثقل رأسه بيده التي تمسك شعره بقوة، وينظر للأرض بعينان تملؤهما الحيرة والألم.

يقف "كونيكيدا" في حيرة من أمره، وردة فعل زميله "دازاي" أسكته، تدور في عقله الكثير من الأسئلة، وشعوره بالذنب يحتل أفكاره،
لكنه لا يعلم من اين له هذا الكم الهائل من ذلك الشعور اللئيم.

كان سيمضي ليتحدث معه مرة أخرى، ولكنه شعر بشيء ما يزجره من ذلك.

"لا انصحك بذلك..."

التفت "كونيكيدا" لما ورائه، وها هو يرى الطبيبة "يوسانو" ورائه، ويدها الممسكة بكتفه بقوة تمنعه من التحرك.

- "ولما هذا؟"
"لا تتكلم معه الآن، هذا فقط سيزيد الأمر سوءاً"

"أمم، أعتذر إذا سببنا لكم الازعاج، هل نستطيع الدخول؟"

التفت الاثنان برأسهم لمصدر الصوت، وهنا يقف "حسان" منتظرًا لإذن بالدخول، وكذلك "حسين" الواقف بنفاذ صبر و "حسن" الذي رحب بها بابتسامة بسيطة.

رحبت بهم هي الأُخرى، تاركة كتف "كونيكيدا".

"بالطبع، تفضلوا بالدخول"

ذهبت الطبيبة لتدل الاخوة لمكان استقبال الضيوف
ولكن ما زال "كونيكيدا" يقف على عتبة الباب، ويرجع لشرود ذهنه مرة اخرى.

وأخيرا، استيقظ "كينجي" من قيلولته، وفرك عيناه بيديه الصغيرتين التي مازالت عليها آثار النوم، وأخذ يتأمل ما حوله، وشعر بثقل الصمت الذي بات ثقيلًا كالحجر.

كيوكا: "وأخيرا استيقظت"

- "أوي، هل فوّتُ شيئا ما؟ ولما كونيكيدا-سان يقف بجوار الباب؟"

|| ترحال وكالة || An Agency's Trip || ◇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن