عقد قِـران

34 4 0
                                    

استكانة الروح كينُونَة لصِب

و انصيَاع العقل صفوَة لمحظُوظ

______________________________________

بين جدران غرفة كساها اللون الكريميّ يندمج بفهاوة مع الأثاث الخشبيّ للمكان مانحا ايّاه مظهرا عصريّا أنيقا و مريحا في الوقت ذاته فتحت تلك الجميلة عينيها بتثاقل تزيح ثقل جفنيها و حدّقت بالسقف لثوان قبل أن تضمّ وسادتها و تعدّل وضعية نومها تتثائب بنعاس ناوية الخلود مجددا

لكنّها أدركت بعد أن كاد النوم يلوذ بها لعالمه انّها ليست في غرفتها.

عقلها لم يكن يعمل بشكل صحيح و كلّه بسبب الصداع و الارهاق لكن مع ذلك فرائحة المكان لم تكن رائحة عطر الورد الذي ملأت كلّا من غرفتها الخاصة في قصر فانتوموهايف و كوخها الجبلي المعزول.

كانت أشبه برائحة سجائر مُزجت برائحة قويّة للكحول تفوح منها فاعتدلت جلوسا ترمش عدّة مرّات تحدّق بما حولها في محاولة لاستذكار كيف أتت هنا

لكن لا فائدة فذاكرتها مشوشة و آخر ما كانت تذكره جلوسها رفقة سايروس يتحادثان أثناء شربها

لذا التفسير المنطقيّ كان أنّها ثملت و هي لم تتمنى ذلك.

فالمهلى دُمّر أو على الاقل السيارات المركونة خارجه انفجرت و أغلب زواره تلك الليلة في قبورهم لو صدق حدسها.

هي بعقلها كانت مختلّة فما بالك بها عند غيابه.

كارثة.

لذَا بتثاقل لملمت شتات نفسها و استقامت تخطو ببطىء صوب الباب و قبل أن تفتحه اقتحم آلبرت المكان يُطل عليها فرمش كلاهما بحيرة و توتر ثم ابتسم الشاب يذلف حاملا أوراقا بين يديه نابسا

"نمتِ جيدا آنستي؟"

"كيفَ أتيتُ هنا؟"

ردّت على سؤاله بسؤال تتكتّف سيرا نحوه و سرعان ما وقفت جانبه تواصل

"و أين معطفي،. أقسم لو تعرّض لأذى أو فقدَ زرّا واحدا سيكون الثمن رأسك و كلية سيّدك"

ابتلع آلبرت عندها ضحكة غدرته بصعوبة و اعتدلَ عقُب ترتيب قميصه يضمّ ما محمله بيمناه نابسا

"لا تقلقِي معطفكِ بخير. أتيت لأطمئن عليكِ. هناك ليمون في المطبخ سيساعد على تخفيف آثار الثمالة أما الزعيم فسيعود قريبا لتذهبا للكنيسة"

لحظة لحظة. لما هاذا اللقيط يذكر أمر الكنيسة الآن؟ هل أحضراها لهاذا السبب و كيف وصلت هنا أساسا
تسائلاتها لم تنتهي لذا تجهّمت ملامحها و ملاحظا ذلك استفسر من قابلها

سَــديـمُ الـهَــيَــام || 𝐅𝐨𝐠 𝐨𝐟 𝐥𝐨𝐯𝐞 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن