الفصل الثالث عشر: الانتظار والخطر المستمر

1 1 1
                                    

الفصل الثالث عشر: الانتظار والخطر المستمر

بعد تسليم الأدلة، شعر جاكوب وجيسيكا بارتياح مؤقت، لكنهما كانا يدركان أن الخطر ما زال يحدق بهما. كشف الأسرار كان خطوة جريئة، لكن الصراع الحقيقي لم ينتهِ بعد. كانا في مأوى مؤقت على أطراف البلدة، يحاولان البقاء مختفيين عن الأنظار في انتظار استجابة السلطات.

"ما الذي سنفعله الآن؟" سألت جيسيكا وهي تجلس بالقرب من نافذة صغيرة، تنظر إلى الشارع المظلم. "هل سنظل نختبئ إلى الأبد؟"

تنهد جاكوب، ثم جلس على الكرسي المقابل لها. "علينا أن نبقى بعيدًا عن الأنظار حتى يتم فتح التحقيق. الأمور ستصبح خطيرة، خاصة إذا اكتشف ميلر أن الملف قد وصل إلى السلطات."

**التوتر يزداد:**
مرت ساعات طويلة، وفي كل لحظة كان جاكوب يشعر بأن شيئًا سيئًا قد يحدث. أخرج هاتفه ليتفقد الرسائل أو أي أخبار من الضابط الذي أخذ الملف. لم يكن هناك أي شيء. "لماذا لم يتواصلوا معنا بعد؟" تمتم لنفسه بقلق.

كانت جيسيكا تراقب كل حركة خارج النافذة، وكأنها تتوقع ظهور رجال ميلر في أي لحظة. "جاكوب، هل تعتقد أن ميلر سيتركنا بسلام؟ هو يعلم أننا نشكل خطرًا كبيرًا عليه."

أجاب جاكوب ببرود، محاولًا التحكم في قلقه: "ميلر لن يتوقف بسهولة. هو يعلم أن ما فعلناه سيقلب كل شيء رأسًا على عقب. علينا أن نكون مستعدين للأسوأ."

**ظهور غير متوقع:**
فجأة، سُمع صوت طرقات على الباب. كانت الطرقات بطيئة وثقيلة، وكأنها تأتي من شخص يريد لفت الانتباه دون استعجال. تبادلت جيسيكا وجاكوب النظرات، وارتفع التوتر في الغرفة.

"هل تتوقع أحدًا؟" سألت جيسيكا بصوت منخفض.

"لا، لم أبلغ أحدًا بمكاننا." قال جاكوب وهو يقف بحذر، متجهًا نحو الباب.

فتح جاكوب الباب ببطء، محاولًا رؤية من يقف خلفه. وعندما فتحه بالكامل، فوجئ بوجه مألوف يقف أمامه. كان **الضابط** الذي أخذ الملف، لكن تعبير وجهه كان مريبًا. بدا متوترًا، وعيونه تتحرك بسرعة وكأنه خائف من شيء ما.

"جاكوب، جيسيكا... علينا أن نتحرك الآن. لقد تم اكتشاف كل شيء. ميلر يعرف عنكم، وهناك أشخاص في طريقهم إليكم."

**الخيانة والخطر:**
شعر جاكوب بأن شيئًا ما ليس على ما يرام. "ماذا تعني بأنهم يعرفون؟ كيف اكتشفوا مكاننا؟" سأل وهو يحاول السيطرة على شعوره بالذعر.

تردد الضابط للحظة، ثم قال: "لقد كانوا يراقبونني منذ البداية. لقد حاولت تجنبهم، لكنهم كانوا دائمًا خطوة أمامي."

"كيف؟" صاحت جيسيكا وهي تنظر نحو جاكوب. "هل كان هذا كله فخًا؟"

تقدم الضابط خطوة نحو جاكوب، وعيناه تتوسلان: "أنا آسف... لم أكن أعرف أنهم سيصلون إليكم بهذه السرعة. علينا التحرك الآن، وإلا..."

لم يكن هناك وقت لمزيد من الأسئلة. سمعوا أصوات سيارات تقترب بسرعة من الشارع الخارجي، وأضواء مصابيحها تومض عبر النوافذ. كان جاكوب يعلم أن وقت الهروب قد حان.

**الهروب الأخير:**
"علينا أن نخرج من هنا!" صرخ جاكوب وهو يمسك بجيسيكا ويجرها نحو المخرج الخلفي. كانت السيارات قد وصلت بالفعل، وأصوات الأقدام المتسارعة بدأت تقترب من المدخل الرئيسي.

ركضا عبر الأزقة الضيقة، يحاولان الابتعاد عن المركز والبلدة بأكملها. كان قلب جاكوب ينبض بسرعة، وعقله يركز فقط على الهروب. كل خطوة كانت تبدو وكأنها الأخيرة، وكل زاوية كانت تحمل خطرًا جديدًا.

"إلى أين سنذهب؟" صاحت جيسيكا وهي تحاول مجاراة سرعة جاكوب.

"سنجد مكانًا آمنًا. لا تقلقي!" أجاب جاكوب وهو يلتفت وراءه ليتأكد أنهم لم يُطاردوا بعد.

**القرار الصعب:**
بعد ساعات من الركض والاختباء، توقف جاكوب وجيسيكا في غابة قريبة، مختبئين بين الأشجار الكثيفة. كان الليل قد حل، والظلام يلف المكان. جلسا معًا، يلتقطان أنفاسهما.

"جاكوب، لا يمكننا الهروب إلى الأبد. علينا أن نجد طريقة لمواجهة ميلر بشكل مباشر." قالت جيسيكا، التي كانت تبدو أكثر تصميماً من أي وقت مضى.

أومأ جاكوب برأسه، يعلم أن الوقت قد حان لاتخاذ قرار نهائي. "أنتِ محقة. علينا أن نواجهه. لكن هذه المرة، سنتأكد من أن لدينا كل الأدلة وكل الدعم."

السراب الداخلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن