الفصل السابع: في أعماق المجهول

3 1 1
                                    

الفصل السابع: في أعماق المجهول

كان جاكوب مارتن يجلس في مكتبته، غارقًا في الأفكار والمعلومات التي جمعها حتى الآن. المعلومات التي قدمها ليو بارنز أضافت بُعدًا جديدًا إلى التحقيق، ولكنها أيضًا أثارت المزيد من الأسئلة. قرر أن يأخذ استراحة قصيرة للتفكير في كل ما اكتشفه، ويأمل أن يضع النقاط على الحروف.

بينما كان يجلس في الصالة العامة للمركز، لاحظ أن الأجواء قد تغيرت. كان هناك توتر في الهواء، وقد شعر وكأن شيئًا ما على وشك الحدوث. كانت جيسيكا رايت، الممرضة، تمر في الممرات، وتبدو عليها علامات القلق.

قرر جاكوب أن يلتقي بها ويحاول الحصول على مزيد من المعلومات. تابعها حتى وصل إلى المكتب، حيث كانت تستعد لتجميع بعض الأوراق.

"مرحبًا، جيسيكا. أحتاج إلى التحدث إليك." قال جاكوب، وهو يقترب منها.

نظرت إليه جيسيكا بقلق، وقالت، "ماذا تريد؟"

"أريد أن أعرف المزيد عن التقارير الطبية والإجراءات التي تتم هنا. لقد عثرت على بعض الأدلة التي تشير إلى تجارب سرية، وأحتاج إلى توضيحات." قال جاكوب، وهو يحاول أن يظل هادئًا.

تردد جيسيكا للحظة، ثم قالت، "لم يكن من المفترض أن تتعلم كل هذا. هناك أشياء لا يجب أن تعرفها. قد تكون حياتك في خطر إذا واصلت البحث."

"ماذا تعني؟" سأل جاكوب، وقد ازداد قلقه.

"المركز ليس كما يبدو. هناك أشياء تحدث هنا ليست كما يتم الإبلاغ عنها. سأخبرك بما أستطيع، لكن عليك أن تكون حذرًا." قالت جيسيكا، وهي تتحدث بصوت خافت.

ببطء، بدأت جيسيكا في الكشف عن بعض المعلومات الإضافية. قالت إن هناك مجموعة من الباحثين السابقين الذين كانوا يعملون في المركز وكانوا جزءًا من تجارب غير قانونية. كانت التقنيات المستخدمة تشمل التلاعب بالذاكرة وتجارب تحكم في العقل، وتمت هذه التجارب دون موافقة مرضى أو حتى دون التحقق الكامل من النتائج.

"كيف يمكنني معرفة المزيد عن هذه التجارب؟" سأل جاكوب، وهو يشعر أن الأمور بدأت تتضح.

"قد تجد المزيد من المعلومات في الأرشيف السري للمركز. هناك غرفة محظورة تحتوي على سجلات قديمة لم تُفصح عنها للعامة. لكن يجب أن تكون حذرًا، لأن الوصول إليها قد يكون خطيرًا." قالت جيسيكا، وهي تنظر حولها للتأكد من عدم وجود أحد.

"أين يمكنني العثور على هذه الغرفة؟" سأل جاكوب.

"تقع في الطابق السفلي، خلف مكتب الأرشيف. لكن يجب أن تكون حذرًا عند الدخول، فقد يكون هناك أمان مشدد." قالت جيسيكا، قبل أن تتركه وتخرج من المكتب.

عند غروب الشمس، قرر جاكوب أن يتبع نصيحة جيسيكا. توجه إلى الطابق السفلي، حيث كان مكتب الأرشيف يقع. كان المكان مظلمًا وباردًا، ووجد نفسه أمام باب مغلق بشدة. أخرج مفتاحًا صغيرًا كان قد حصل عليه من مكتب جيسيكا، واستخدمه لفتح الباب.

دخل جاكوب إلى غرفة الأرشيف السري، وكانت تحتوي على رفوف مليئة بالملفات القديمة والمجلدات. كان هناك إحساس بالرهبة في المكان، كما لو أن الغرفة كانت تحرس أسرارًا مروعة. بدأ في البحث بين الملفات، وكان يشعر أن كل مستند قد يحتوي على جزء من الصورة الكبيرة.

بعد ساعات من البحث، عثر على ملف مميز مغلق بختم. كان الملف يحتوي على تفاصيل حول برنامج "التعديل الإدراكي" وتجاربه. كانت الوثائق تشير إلى تقنيات مختلفة تستخدم للتحكم في العقل وتلاعب الذاكرة، بالإضافة إلى أسماء الباحثين والأطباء المتورطين في المشروع.

بينما كان يقرأ التفاصيل، شعر جاكوب أن الأمور بدأت تتضح. كانت هناك معلومات تشير إلى أن الدكتور توماس ميلر كان جزءًا من الفريق الذي أدار هذه التجارب، وأن هناك تجارب سرية قد تكون تسببت في فقدان الذاكرة واختفاء المرضى.

قرر جاكوب أن يواصل تحقيقه، ولكنه كان يعلم أن الأمور قد تصبح أكثر تعقيدًا وخطورة. كان لديه الآن جزء كبير من اللغز، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة والشهادات لكشف الحقيقة بالكامل.

قبل مغادرته الغرفة، سمع جاكوب صوت خطوات قادمة. شعر بالتوتر، وأسرع في إغلاق الملف وإخفائه قبل أن يتوجه نحو باب الخروج. كان يعلم أن وجوده في هذا المكان قد يضعه في خطر، وعليه أن يكون على استعداد لمواجهة أي شيء قد يحدث.

بينما كان يغادر الغرفة، شعر جاكوب أن التحقيق قد دخل مرحلة جديدة من التعقيد. كان لديه الآن دليل على أن مركز ريدلي كان مغطى بطبقات من السرية والتلاعب، وأن هناك مزيدًا من الحقيقة التي تحتاج إلى الكشف.

السراب الداخلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن